لا شك بأن كل موظف يطمحُ للحصول على زيادةٍ في الراتب تتلاءم مع مستوى الإنجازات التي حققها ومدى تفانيه وإخلاصه في العمل من جانب، ومع ارتفاع مستوى التضخم وغلاء المعيشة من جانبٍ آخر، ولكي تتمكن من الحصول على الزيادة المقبولة لابدّ من امتلاك مهارةِ التفاوضِ على زيادة الراتب، فهذه المهارة ستساعدك على تحديد وتقييم أهدافك المهنية طوال حياتك العملية. لذلك سنقومُ فيما يلي باستعراضِ بعض النصائح التي ستمكّنك من رسمِ خارطةِ طريقٍ توصلِكَ إلى الزيادة التي تستحقّها.

1- الهدف من طلب الزيادة

من المهم جداً تحديد سببٍ منطقي وواضح لطلب الزيادة وشرح أهمية ذلك بالنسبة لك. يجب أن تكون لديك إجابات واضحة لأسئلة من هذا القبيل: لماذا الآن؟ هل يتناسب راتبك مع المسار الوظيفي بشكل العام؟ هل تسمح الشركة بمثلِ هذه الزيادة؟ كل هذه الاسئلة يمكنك الإجابة عليها إذا كنتَ على درايةٍ جيدةٍ بإمكانيات الشركة المادية ونتائجها المالية وخططها المستقبلية.

[قارن بين منتجات التمويل الشخصي]

2- الثقة في قدراتك

إن امتلاك القدرة على التفاوض عندما يتعلق الأمر بالزيادة في الراتب له دور جوهري في تطورك المهني ،فالحصول على الزيادة قد يكون دافعاً للمزيد من المثابرة والتفاني في العمل، فضلاً عن تحسين مستقبلك المالي، فإذا كنت تعتقد بأن الوقت قد حان للقيام بهذه الخطوة لاسيما وأنك قد حققت الكثير من الإنجازات في العمل فلا تتردد وكن واثقاً بأنك تستحق هذه الزيادة.

3- اختيار التوقيت الصحيح

من الضروري اختيار التوقيت المناسب لطرح طلبك الخاص بزيادة الراتب، حيث أن أفضل الأوقات لطلب الزيادة تكون خلال عمليّة التقييم السنوية أو نصف السنوية، لاسيما إذا كان مديرك سعيداً بأدائِك المهني. إذا كنت تشعر بأنك قد حققت الأهداف المحددة لك فالوقت قد حان لطلبك الزيادة.

[موضوع ذات صلة: كيف تستفيد من خدمة مسير الرواتب الإلكتروني؟]

4- البحث عن القيمة السوقية لوظيفتك

التفاوضُ على زيادة الراتب يجب أن يكون مبنياً على حالة سوق العمل الحاليّة، لذلك سيكون من الجيد مقارنة راتبك الحالي مع متوسط الرواتب التي يتقاضاها أشخاصٌ آخرون يشغلون نفس الوظيفة لدى منظمّات مختلفة لكي تتمكّن من تحديد الزيادة التي ترغب بها أو المقبولة لدى المديرين.

5- التحدث الى مديرك

قد لا يكون مديرك هو الشخص المؤثر في الموافقة على طلبِ زيادةِ الراتب من عدمه، لذا يُفضّل أن تقوم بمناقشة الأمر مع مديرك لتحديد مدى دعمه لهذه الفكرة، وبالتالي إرشادك للخطوات الواجب اتباعها لتقديم الطلب. فمديرك هو المعني بالدرجة الأولى بهذا الأمر ولا ينبغي تجاوزه أبداً.

6- اعداد ملف خاص بالمهام والانجازات

قم بإعداد قائمة بالمهام التي تقوم بها والانجازات التي حققتها والمهارات التي اكتسبتها خلال الفترة السابقة، ومسار تطوّرك المهني منذ بدء العمل في الشركة والأهداف التي تسعى للوصول إليها خلال الفترة القادمة. كاستعراض بعض المشاريع التي قمت بإدارتها، والتعاون والتواصل مع الفريق والأقسام الأخرى لإنجاز المهام المطلوبة، وعلاقاتك مع المديرين وهكذا.

7- عرض ملفك

قم باستعراض كامل ومفصل للملف الخاص بك، وتكلم عن المشاريع الناجحة التي شاركت فيها، وتحدث بلغة الأرقام وقارن نتائج العام الماضي بنتائح هذا العام ومدى التقدم الذي حققته خلال فتراتٍ زمنيةٍ متشابهة، كالربع الأول من العام السابق والحالي. وقم بتحضير الوثائق التي تدعم إنجازاتك، كرسائل الشكر التي تلقيتها من العملاء أو من زملائك في العمل، فهذا كفيلٌ بتوجيه صانعي القرار للتواصل مع هؤلاء لمعرفة المزيد حول قيمة المجهود الذي بذلته في سبيل تحقيق أهداف الشركة.

8- كن مستعداً للمناقشة والتفاوض

حضّر نفسك جيداً لمناقشة راتبك على طاولة التفاوض وتأكّد من أنك تعرف ما تستحقه. وكن واضحاً وموضوعياً بشأن الحدود التي يمكنك الحصول عليها. واطرح على نفسك بعض الأسئلة؛ مثل ما مدى المرونة التي ستسمح بها؟ هل أنت على استعداد لقبول عرض ما أو رفضه؟ أو الوصول إلى حل وسط يتناسب مع ميزانية الشركة ومع تطلعاتك من الزيادة والمنافع الوظيفية.

9- فكر ملياً

لا تتسرّع بالرّد على أي عرضٍ يقدّمُ لك وامنح نفسك الوقت الكافي للتفكير. إذ يُفضَّل أن يكون ردّك على النحو التالي “شكراً على ذلك وسأقوم بإرسال الرد قريباً”. وأياً كان العرض فإن الرّد يعتمدُ على مدى تلبيته لطموحاتك والخيارات الأخرى المناسبة لك. فإذا سألك المفاوض عن المدّة التي تحتاجها للتفكير في العرض، قل له بأنك سترسل الرد في نهاية اليوم أو اليوم التالي، وذلك اعتماداً على مقدار الوقت الذي تحتاج إليه، حتى لو كنتَ تعتقد بأنك قد حصلتَ على عرضٍ جيّد.

10- الاستجابة

إذا كنت تعتقد بأنك لم تحصل على العرض الذي يلبي طموحاتك، إذن قل للمفاوض وبدون تردد أن العرض لم يكن مناسباً بما فيه الكفاية. أما إذا كنت راضياً عن العرض المُقدّم قم بإبلاغ المفاوض بقبولك للعرض. وسواءً كنت راضياً أم لا عن نتيجة التفاوض وحان الوقت لإنهاء النقاش، عليك شكر المفاوض كأن تقول: “لا يسعني إلا أن أشكرك على وقتك الثمين، وإنه لمن دواعي سروري متابعة العمل في الشركة” إذا كانت هذه رغبتك، أما إذا رغبت في ترك العمل فهذا الأمر عائد لتقديرك، وإذا كنت ترغب في إعادة المحاولة مرة أخرى في العام القادم قد يكون هذا خياراً مناسباً أيضاً.