لكل شخص في هذه الحياة نمط وأسلوب حياة يختلف باختلاف الدخل والدولة التي يعيش فيها والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. فالشخص الطبيعي يعمل لكي يستطيع الإنفاق على متطلبات الحياة الأساسية كالطعام والسكن والملبس وغيرها، ثم بعد ذلك يختار مساراً خاصاً لنمط حياته كالاشتراك في عضوية النادي الرياضي والخروج للترفيه أو تناول الطعام في المطاعم أو اقتناء الكماليات أو ربما المقتنيات الفاخرة وغيرها من الأساليب للارتقاء بمستوى حياته. لذلك فإن نمط الحياة مرتبط بدرجة رئيسية بحجم الدخل، ولكن كثيراً من الأشخاص لا يستطيعون ضبط أسلوب حياتهم بما ينسجم مع حجم دخلهم. لهذا سنحاول في سياق هذا المقال شرح بعض الخطوات التي تساعد على التحكم في الإنفاق من خلال بعض التغييرات في نمط الحياة:

[قارن بين منتجات التمويل الشخصي في السعودية]

ضبط عادات الإنفاق

قبل البدء في تقليل النفقات يجب أولاً تحديد النفقات الأسبوعية الحالية وضربها بأربعة أضعاف لتكوين صورة واضحة عن المبالغ التي يتم إنفاقها على السلع غير الأساسية. لنفترض بأن هناك شخص ينفق 100 ريـال في المطاعم و40 ريال على القهوة أسبوعياً فيكون مجموع الإنفاق الشهري 560 ريالاً على بندين غير رئيسيين، لذلك فإن مراقبة عادات الإنفاق مهم جداً للبدء في التوفير.

إجراء تعديل على ميزانية الطعام

ينفق البعض مبالغ كبيرة على المطاعم والوجبات الجاهزة، فمن المعروف أن تناول الطعام في الخارج أو طلب الطعام من خلال خدمات التوصيل مكلف أكثر مقارنةً بإعداد الطعام في المنزل. صحيح أن ذلك يوفر راحة للبال إلا أن غالبية الأطعمة الجاهزة أو في المطاعم يكون طعاماً غير صحياً وقد ينعكس سلباً في النهاية على صحة الشخص. لذلك يجب البدء في التفكير بتقليل الاعتماد على الوجبات الجاهزة والاعتماد أكثر على إعداد الطعام في المنزل والاستفادة المزدوجة من ذلك وهي تناول طعام صحي وتوفير مبلغ لا بأس به.

وضع حصالة للمبالغ الصغيرة

كثيراً ما يتبقى بعض المبالغ الصغيرة بعد دفع فاتورة المشتريات أو الفواتير وغيرها، لذلك قد تكون فكرة جيدة تجميع هذه المبالغ في حصالة والتي مع مرور الوقت ستشكل مبلغاً لا بأس به يمكن الاستفادة منه لفك ضائقة مالية أو لشراء شيء ضروري.

[مقالات ذات صلة: ما هو أفضل استثمار في السعودية؟]

وضع المبلغ المخصص للادخار جانباً عند استلام الراتب

يجب عند وصول رسالة من البنك باستلام الراتب استقطاع المبلغ المخصص للادخار قبل القيام بسداد الفواتير أو القيام بأي عملية شراء. كثير من الناس يجدون صعوبة في تطبيق هذه الفكرة، ولكنها في الحقيقة بسيطة جداً لأنه لمجرد افتراض أن هذا المبلغ غير موجود، فإن ذلك سيساعد على تحجيم النفقات وعدم التفكير في استخدام المبلغ لأنه لن يكون في حسابات الإنفاق، أما إذا بقي المبلغ في رصيد الحساب المصرفي فإنه سيكون من السهل إنفاقه.

اختيار الوقت المناسب للتسوق

البعض لا يعرف الوقت المناسب للتسوق، أو حتى لا يعير لهذا الأمر أي اهتمام. فلا يدركون أن بعض الأمور البسيطة قد تكون سبباً للإفراط في التسوق كالذهاب للمتجر أو البقالة قبل تناول وجبة الغداء أو الإفطار. فشعور الشخص بالجوع أثناء التسوق يزيد من شهيته للكثير من الأطعمة والمواد التي قد لا يكون بحاجتها. لذلك يجب اختيار الوقت المناسب للتسوق وتفادي الذهاب للسوق قبل تناول وجبة الطعام المفضلة. فقد أظهرت بعض الدراسات أن الجوع يؤثر على سلوكيات التسوق حتى تلك غير المرتبطة بالأطعمة كشراء الملابس والإلكترونيات.

ترشيد استهلاك الطاقة

من أبسط الأمور التي تسهم في تقليل قيمة فاتورة الخدمات القيام بجولة سريعة في المنزل قبل النوم وإطفاء جميع الأجهزة غير المستخدمة، بالإضافة إلى اتباع عادات مسؤولة في استخدام الطاقة أثناء النهار وعدم هدر المياه، كاستخدام كأس للماء أثناء تنظيف الأسنان بدلاً من إبقاء الصنبور مفتوحاً. من جهة أخرى، إن اقتناء سيارة اقتصادية في استهلاك الوقود يساعد أيضا في تقليل فاتورة البنزين. وفي هذا السياق، يجب قراءة تعليمات بطاقة كفاءة الطاقة الخاصة بالأجهزة الكهربائية المنزلية ووقود السيارة لأنها تساعد على ترشيد استهلاك الطاقة. كل ذلك سيؤدي في النهاية إلى التقليل من قيمة فواتير الخدمات والطاقة.

من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة قد نحقق نتائج لا بأس بها وتوفير مبلغ يمكن الاستفادة منه في مكان آخر كدفع رسوم الدراسة للأبناء أو تخصيصه للأمور الطارئة أو زيادة حجم المدخرات بدلاً من هدر المال بدون أي فائدة حقيقية. لهذا السبب ندعوك عزيزي القارئ للتفكير جدياً باتباع هذه الخطوات، فهي ستسهم دون أدنى شك في ضبط عادات الإنفاق وبالنهاية تحقيق هامش يؤمن جزءاً من احتياجاتك المالية الضرورية أو المستقبلية.