لا أحد في مأمن من مشكلة التسريح الوظيفي، لذلك من الحكمة وضع خطة طارئة لمثل هذا السيناريو – لا قدّر الله، حيث أوصى معظم المستشارين الماليين بادخار ما يعادل ستة أشهر من الراتب تحسباً لأي طارئ. وسيكون من السهل عليك استعادة التوازن و الوقوف على قدميك من جديد إذا كنت قد ادخرت مبلغاً من المال من دخلك السابق، أو إذا تمكنت من تسييل استثماراتك بسرعة. و مع ذلك، فإن هذا الاحتمال قد يكون خارج حسابات الكثير من الأشخاص. كيف تتصرف إذا تعرضت لمثل هذا السيناريو – لا قدّر الله؟

هناك بعض الخطوات التي ستساعدك على التخفيف من وطأة فقدان الوظيفة وستمكنك من التعامل مع الموقف بعقلانية تتلخص فيما يلي:

الخطوة – 1: السيطرة على انفعالاتك:

من السهل على الإنسان الدخول في نوبة غضب، أو الدخول بحالة من الشعور بالعجز وعدم الرضا الذاتي. لذا عليك تذكير نفسك دائماً بأن التغيير هو الثابت الوحيد.

  • التركيز على المستقبل: اجعل ما حدث فرصة لإعادة تقييم حياتك؟ واسأل نفسك كم هو الوقت الذي كنت تقضيه مع عائلتك وتعليم اطفالك، وهل كانت لديك
    ميزانية للنفقات؟ اجعل ما حدث فرصة لإعادة الحسابات والتفكير بمستقبلك.
  • لا تحرق الجسور (لا تقطع علاقاتك العملية): لا تنظر أو تتعاطى بسلبية مع الجهة أو الشخص الذي كنت تعمل لديه. فهؤلاء يمكن أن يمثلوا الجهات المرجعية في وظيفتك التالية، أو من الممكن العمل معهم بدوام جزئي. تصرف بأعلى درجة من المهنية بكل الأحوال، حتى لو لم يفعل الآخرين نفس الشيء.
     
    [موضوع ذات صلة: مزايا و تحديات العمل المستقل]

    الخطوة – 2: إعداد ميزانية لمواجهة هذا الظرف:

    ضع ميزانية متوازنة بحسب دخلك، قلل النفقات ولا تضيع الأموال على الأشياء غير الضرورية، وبذلك ستتمكن من زيادة مدخراتك لمواجهة أية ظروف طارئة.

  • وازن النفقات: حدد النفقات الشهرية وضع ميزانية مستمرة بحيث تمكنك من ادخار مبلغ يساعدك على مواجهة فقدان عملك بشكل مفاجئ. قم بتقسيم ميزانيتك وفقاً للزيادات الأسبوعية بحيث يكون من السهل التمسك بها.
  • خفض النفقات: قم بالاستغناء عن النفقات غير الضرورية كاشتراكات القنوات والأفلام. وحاول الحد من بيانات وخط الهاتف النقال، وتنقل بواسطة النقل الجماعي إن أمكن.
  • مشاركة الأسرة في الموقف: قم بشرح الموقف لأفراد عائلتك وزوجتك واطلعهم على بعض التفاصيل المالية وحجم الديون، وبذلك سيقدرون أهمية تقليل الإنفاق، ويمكن لزوجتك المساهمة في مواجهة هذا الظرف من خلال العمل بدوام جزئي أو بدوام كامل لفترة من الوقت.

    الخطوة – 3: معالجة المدفوعات:

    من المهم أثناء التعرض لأزمة مالية تحديد الأولويات، خصوصاً تسديد الفواتير، قم بتصنيفها بحسب الأولوية؛ الإيجار أو الرهن العقاري، والمرافق، والغذاء، والصحة.

  • لا تسدد الديون على الفور: العامل النفسي للديون هو الذي يدفع الناس غالباً لتسديد الديون وإغلاق الحسابات. ولكن معظم الخبراء الماليين لا يوصون القيام بذلك فوراً مواجهة أزمة مالية أو فقدان الوظيفة، حتى وإن كان لديك الكثير من المدخرات، فأنت لا تعرف كم من الوقت ستبقى بدون عمل، فإذا نفذت كل مدخراتك بعد فترة واحتجت للمزيد من المال لن تتمكن من الحصول على قرض جديد لأن جدارتك الائتمانية ستكون في مستوى خطر عندما تكون عاطلًا عن العمل.
  • الاتصال بالمقرضين: قم بخطوة استباقية وتواصل مع دائنيك وتفاوض معهم للوصول إلى حل؛ كتجميد المدفوعات لبضعة أشهر، أو إعادة هيكلة القرض الحالي لزيادة عدد الأقساط بسعر معقول. فهذا سيدفعهم لمساعدتك لأنك كنت صادقاً معهم.

    الخطوة – 4: قل وداعًا للإحباط:

    كثيراً من الأشخاص يكونوا متماسكين عندما يفقدون وظائفهم وذلك لأنهم يؤمنون بمدى قدراتهم وكفاءاتهم، ولكن سرعان ما ينتابهم الاحباط بعد فترة من فقدان الوظيفة بسبب عدم العثور على عمل مناسب خلال مدة قصيرة، هنا عليك عدم اليأس والاستسلام لهذا الشعور، والتفكير بإيجابية لكي تتمكن من تجاوز هذه الفترة. قم باتباع النصائح التالية:

  • لا تفرط في الإنفاق على البحث عن عمل: لا داعي للإفراط في إنفاق المال خلال البحث عن العمل. صحيح أن المظهر مهم في المقابلات والأناقة مطلوبة ولكن لا داعي للمبالغة فأنت لا تحتاج إلى حلاقة مكلفة أو أحذية جديدة لكي تتمكن من النجاح في المقابلات. ركز على قدراتك ومؤهلاتك فهي الحلقة الأقوى لزيادة فرص النجاح في الحصول على وظيفة.
  • إيجاد عمل بدوام جزئي: حاول العثور على عمل جزئي، فهذا سيساعدك على الاحفاظ بمدخراتك أو على الأقل سيقلل من سرعة نفاذها. ولكن احرص على أن لا يؤثر ذلك على هدفك الأساسي، وهو الحصول على وظيفة جديدة.
  • بناء شبكة من العلاقات في أوساط العمل: الخروج للنزهات والترفيه عن النفس أمر إيجابي، ولكن يجب أن لا يكون هذا على حساب إلغاء علاقاتك و ارتباطاتك مع زملائك وأصدقائك في أوساط العمل لأن هؤلاء قد يرشحوك لوظيفة معينة – اجعل سيرتك الذاتية في متناول يديك دائماً.