يعد الاستثمار من أهم الخطوات في حياة الفرد المالية، لاسيما في حال وجود مصدر دخل مستقر. وقد يميل البعض لحصر اهتمامهم في الاستثمار بالأدوات المالية عالية المخاطر لأنه من المعروف أن هذه الأدوات تحقق أرباحاً كبيرة خلال فترة قصيرة. ولكن قد يكون هذا التوجه غير مجد لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في هذه الاستثمار بهذه الأدوات، مما قد يعرضهم لخسارة كبيرة، لذلك سنقوم في هذا المقال باستعراض بعض الخيارات الاستثمارية الآمنة والتي تناسب مختلف الأعمار، حيث يمكن من خلالها استثمار مبلغ صغير لدى البنوك.

1. حساب التوفير

هو حساب مصرفي يتيح لصاحبه سحب أو إيداع الأموال في أي وقت دون الحاجة إلى تحويل الراتب للبنك، ويحصل العميل عادةً على هامش ربح على رصيده المودع في الحساب، وتختلف طريقة حساب هامش الربح بحسب العقد المبرم مع البنك، فقد تكون على أساس يومي أو شهري، لهذا يمثل هذا الحساب وسيلة آمنة لحفظ الأموال وادخارها لأغراض استثمارية قصيرة المدى.

[قارن بين الحسابات المصرفية في السعودية]

2. حساب الوديعة لأجل

هناك عدة مسمّيات لهذا النوع من الحسابات منها: حساب الوديعة الثابتة، أو الوديعة لأجل، أو الوديعة الاستثمارية. يتيح هذ الحساب إيداع مبلغ محدد من المال لدى المصرف لفترة محددة، والتي عادةً تكون ابتداءً من أسبوع، وذلك مقابل هامش ربح محدد، وفي حال طلب العميل المبلغ أو جزءاً منه قبل موعد الاستحقاق، يتعين على العميل دفع رسوم السحب المبكر، وفي هذه الحالة قد لا يحق للعميل المطالبة بالأرباح إذا كان ذلك وارداً في العقد المبرم بينه وبين البنك. وتجدر الإشارة إلى أن هامش الربح لحساب الوديعة لأجل عادةً يكون أعلى من هامش الربح لحساب التوفير.

3. برامج تأمين الحماية والادخار

وهو اشتراك شهري مدفوع للأفراد أو المجموعات تقدمه شركات التأمين حيث تقوم هذه الشركات مقابل هذا الاشتراك بتسديد مبلغ معين من المال إلى المشتركين في حال وفاة المؤمن عليه أو تعرضه لعجز كلي أو جزئي أو مؤقت وفقاً لما هو متفق عليه في عقد التأمين خلال فترة صلاحية العقد، وهو ما يطلق عليه تأمين الحماية. وهناك برنامج آخر من التأمين يطلق تأمين الحماية والادخار، حيث تلتزم شركات التأمين بموجب هذا البرنامج بدفع مبلغ مالي محدد، بما فيه حصيلة الادخار في تاريخ مستقبلي، وذلك مقابل سداد المؤمن عليه للاشتراكات الشهرية المتفق عليه في العقد.

[مقالات ات صلة: أفضل طريقة للتقاعد المبكر]

4. الصناديق الاستثمارية

هو وعاء مالي يمتلكه عدد كبيرة من المستثمرين، برأس مال كبير يقدر بملايين الريالات، ويتكون عادةً من وحدات استثمارية بقيمة اسمية يتم تداولها بالبورصة ويتحدد سعرها بناءً على قوة العرض والطلب. وليس هناك أي دور للمستثمر في إدارة الصندوق بل يقوم بإدارته فريق من الخبراء والمحللين المحترفين في مجال إدارة الأموال، يترأسهم مدير استثماري يكون مسؤولاً عن تنفيذ الاستراتيجية الاستثمارية للصندوق، ولكل صندوق لجنة استثمارية تشرف على أداء الخطة الاستثمارية للصندوق.

5. الاستثمار في السلع

توفر بعض البنوك في المملكة العربية السعودية خياراً استثمارياً يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهو الاستثمار في السلع، حيث تتيح البنوك لعملائها استثمار أموالهم بالريال السعودي، إذ يقوم البنك باستثمار الأموال في عمليات المرابحة والتي تشتمل شراء العديد من السلع الرائجة ومن ثم بيعها بسعر أعلى لتحقيق الربح. وبذلك يتم المحافظة على رأس مال المستثمر وحمايته من عواقب التضخم مع تحقيق عائد من خلال المشاركة المباشرة في عمليات المرابحة دون أن يتعارض ذلك مع أحكام الشريعة.

أخيراً نود الإشارة إلى أنه لا يجوز إطلاقاً الاستهانة بحجم المبلغ المستثمر مهما كان صغيراً لأن هناك الكثير من الأهداف المالية التي قد لا تحتاج لمبالغ كبيرة لتحقيقها، كتغطية نفقات التعليم أو العلاج وغيرها الكثير. لذلك يجب المبادرة والبدء فوراً في الاستثمار حتى ولو كان المبلغ صغيراً، لأنه مع مرور الوقت سيحقق هذا المبلغ منفعة جيدة وقد يحين موعد الاستفادة منها في المستقبل القريب.