بالرغم من أن الأفراد الذين هم في سن العشرين قد يكون لديهم دخلاً محدوداً جداً، يعتمد في الأساس على المصروف أو دخل بسيط نظير القيام ببعض من الأعمال الموسمية أو الجزئية، إلا أن عليهم إعداد خطة للاستثمار في أقرب وقت ممكن بغض عن قيمة الأموال التي يمتلكونها. فغالباً تكون هذه المرحلة العمرية مليئة بالعديد من الأهداف التي تحتاج إلى إعداد خطة للادخار والاستثمار وجني دخل يساعد على تحقيقها مثل شراء منزل، أو شراء سيارة جديدة، أو حتى البدء في وضع خطة للتقاعد. حيث أن البدء بالاستثمار في مثل هذا العمر يكسب الأفراد الخبرات والمهارات التي تساعدهم على التخطيط الناجح لمستقبلهم في إطار تحقيق أهداف مالية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.

[كيف يمكنك بدء استثمار عقاري برأسمال صغير؟]

خطوات بدء الاستثمار لمن هم في سن الـ 20 عاماً

1. إنشاء صندوق لمعالجة الأمور الطارئة

يشير هذا الصندوق إلى ادخار مبلغ مناسب يغطي النفقات غير المتوقعة والتي يجب سدادها في أقرب وقت ممكن، مثل الصيانة الضرورية لبعض الأضرار في محل السكن، أو التعرض لحادث ما نشأت عنه تكاليف طبية لتغطية علاج الإصابات. كما يفضل تعديل هذا المبلغ طبقاً للتغيرات المالية الخاصة بك مثل زيادة الراتب أو الالتزامات الشهرية، وادخار هذا المبلغ بطريقة تساعدك على الحصول عليه بسهوله مثل إيداع في حساب توفير.

2. تخصيص مبلغ شهري للاستثمار

لقد ذكرنا سابقاً أن الدخل الشهري لمن هم في سن العشرين قد يكون محدود وقليل نسبياً مقارنة بالذين تخرجوا وحصلوا على وظائف ذات راتب شهري ثابت. ولكن لا يجب أن يكون ذلك سبباً في تأخر بناء استثماراتك. حيث ينصح بتخصيص جزء من الدخل الشهري من أجل الاستثمار، والتي تقدر بـ 5 بالمئة من الدخل الشهري للفرد. فكلما بدأت الاستثمار مبكراً كلما كانت العوائد المتوقعة أعلى ولديك المزيد من الوقت لتعويض الخسارة إن تعرض لها.
[قارن أكثر من باقة تمويل شخصي للسعوديين]

3. اختيار أدوات الاستثمار

يتميز السوق السعودي بوجود تنوع كبير في الأدوات الاستثمارية والتي تتناسب مع جميع الأفراد سواء من كان خبيراً في مجال الاستثمار أو مبتدئاً. حيث تتنوع هذه الأدوات فيما بينها من حيث المخاطر المحتملة والأرباح المتوقعة والشروط التي يجب توافرها لدى المستثمر. و للوصول إلى أفضل الأدوات الاستثمارية عليك تحديد درجة المخاطرة التي يمكنك تحملها بالإضافة إلى الأرباح التي تتوقعها. حيث أنه من الخطاً الاعتماد على مقارنة الأرباح المتوقعة دون أخذ المخاطر المحتملة في الحسبان.

4. تجنب الديون بقدر المستطاع

قد ينظر الشخص إلى الديون على أنها وسيلة مالية سهلة تساعده على تحقيق متطلباته المالية والوصول إلى أهدافه دون النظر إلى مدى جدوى تلك الديون في الوصول إلى أهدافك. صحيح أن القروض والديون أحد الادوات المالية المشروعة لتحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل. ولكن يصاحبها تكلفة والتزامات مالية يجب الوفاء بها. وبالتالي يجب أن تكون الديون هي آخر الخيارات المالية التي تفكر فيها، ويكون ذلك من أجل الوصول إلى غاياتك المالية الضرورية وليس من أجل تغطية نفقات المعيشة أو نمط الحياة الذي تتبعه.

5. زيادة الوعي المالي

قد لا تكون متابعة الأخبار المالية و حركات السوق وغيرها من مصادر المعلومات المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار من ضمن هواياتك، ولكن يفضل أن تنمي وعيك المالي بالقدر المستطاع لكي تتمكن من اختيار وإدارة أدوات محفظتك الاستثمارية بالشكل الذي تراه موفقاً طبقاً للمعلومات التي حصلت عليها، وبالتالي تحمي نفسك من الجهات التي تروج إلى منتجات وخدمات مالية لا تتناسب مع متطلباتك وإمكانياتك المالية.

أن بدء الاستثمار في سن مبكر يتحول مع مرور الوقت إلى عادة تسهل على الفرد تحديد أهدافه المالية وإعداد خطة لتحقيقها عن طريق اختيار الأدوات الاستثمارية التي تتناسب معه من حيث المخاطر والأرباح المتوقعة. حيث يبدأ الشخص رحلته الاستثمارية من خلال التفكير في أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، ثم السعي إلى كسب الأموال التي تتناسب مع تلك الاحتياجات والأهداف المرجوة.