لم يتبقى سوى أيام معدودة ويبدأ شهر رمضان المعظم، الذي ينتظره بفارغ الصبر المسلمين في العالم أجمع لما له من قدسية وخصوصية في مجتمعاتنا الإسلامية. وتحاول الأسر إتخاذ التدابير المالية اللازمة من أجل تغطية نفقاتهم أثناء هذا الشهر، إلا أن البعض قد يقع في مشكلة عدم كفاية الدخل الشهري وخروج حجم النفقات عن السيطرة مما يضطرهم إلى الاستدانة من أجل الصمود حتى نهاية شهر رمضان. في هذه المقالة نرصد لك أهم السلوكيات المالية السلبية التي تتزامن مع الشهر الكريم وتؤثر بشكل كبير على الميزانية المالية للأسرة.

السلوكيات المالية السلبية خلال شهر رمضان المبارك

1. التبذير

يعتبر التبذير من الأفعال المنهي عنها في العقيدة الإسلامية لما له من جوانب سلبية على سلوك الشخص والمجتمع ككل. ونرى كثير من مظاهر التبذير خلال شهر رمضان أثناء عملية الشراء والتسوق خاصة التسوق المنزلي. علي سبيل المثال محاولة الاستفادة من جميع العروض المتاحة والتي قد يكون معظمها بكميات كبيرة غير قابلة للتخزين فترة طويلة مثل منتجات الألبان. لذا ننصح بإعداد قائمة بالسلع والمنتجات التي تحتاجها قبل الذهاب للتسوق و محاولة الالتزام بميزانية التسوق مهما كانت العروض والمغريات التسويقية. ولا ننسى التحقق من تاريخ صلاحية المنتجات قبل شرائها.

[كيف تساهمي في نجاح الميزانية الشهرية للأسرة؟]

2. عدم التحقق من عروض الشراء

في ظل إرتفاع الأسعار يبحث الأشخاص دائما عن العروض والخصومات التي تساعدهم على توفير أكبر قدر من المال. حيث أن بعض المتاجر تقوم بحملات إعلانية وترويجية بادعاء تقديم خصم 50 بالمئة عند الشراء بكمية أو غيرها من العروض، ولكن في الحقيقة أن المتجر لم يقلل من سعر الوحدة، بل في بعض الأحيان هناك متاجر أخرى تعرض نفس المنتجات بسعر أقل. لذا ننصح بضرورة التحقق من مصداقية العروض الرمضانية المعلن عنها، ومن ثم مقارنة أسعار المنتجات الفعلية بين عدة متاجر المتاجر قبل إتخاذ قرار الشراء.

3. إهدار الطعام اليومي

تقدر قيمة الهدر الغذائي بالمملكة بـ”49.833″ مليار ريال سنوياً حسب ورقة مقدمة من وزارة البيئة والمياه والزراعة للعام 2017. هذا الرقم المخيف يجعلنا نفكر ألف مرة قبل إعداد أي عزومة أو تجمع عائلي خلال شهر رمضان. إن إعداد كمية من الطعام تتناسب مع عدد أفراد الأسرة من شأنه أن يوفر المال والوقت معا. وفي حالة وجود أكل متبقي يمكن حفظه بطريقة سليمة لتناوله أو توزيعه على المحتاجين.

4. كثرة الذهاب للمطاعم من أجل الإفطار والسحور

تناول وجبات الإفطار والسحور خارج المنزل قد يكلفه الكثير من المال بقدر يفوق الإنفاق المعتاد على الطعام خلال الأشهر العادية. لا بأس من الذهاب مع العائلة مرة في الأسبوع، كنوع من التغيير والترفيه، لكن يجب أن تبقى تكلفتها في الإطار المسموح به والذي يمكن أن تتحمله الميزانية الشهرية. كما أن استخدام البطاقة الائتمانية قد يساعدك في تقليل التكلفة وذلك عن طريق الاستفادة من عروض والخصومات المتاحة لدى المطاعم المشاعة مع البنك المصدر للبطاقة.

[قارن البطاقات الائتمانية في السعودية]

5. مساعدة الآخرين تنحصر في زكاة الفطر

لا يجب أن ننشغل في شهر رمضان بالتجمعات والخروجات والترفيه فقط، بل يجب أن نخصص وقت كافي منه للأعمال الخيرية. ليس فقط بالشكل المادي وإنما يمكنك القيام بالعديد من الأعمال الخيرية والتطوعية والتي تركز أكثر على الدعم المعنوي والمساعدة الشخصية مثل تخصيص بعض الوقت لزيارة دار الرعاية الخاصة بالمسنين أو الأيتام ومشاركتهم وجبات الإفطار.