يتجاهل البعض لاسيما في بداية مشوارهم المهني، عن التخطيط للتقاعد على اعتبار أنه لا يشكل في هذه المرحلة أي أولوية بالنسبة لهم، ويكون كل تركيزهم على التخطيط المالي للمرحلة الحالية أو للاستثمار. لكن ذلك يعتبر خطأً فادحاً من منظور التخطيط لمستقبل الحياة المالية للشخص، فإذا اضطر الشخص للتقاعد المبكر أو وصل إلى سن التقاعد سيقل الدخل وسيكون من الصعب الاستمرار بنفس المستوى من الحياة ما لم يكن قد تم وضع خطة مالية للتقاعد أثناء فترة الشباب والجد والعمل. لذلك سنقوم فيما يلي بسرد بعض الخطوات التي تساعد على الوصول إلى أفضل طريقة للتقاعد المبكر .

تقدير حجم الدخل أثناء فترة التقاعد

يلجأ كثير من الأشخاص للاشتراك في الضمان الاجتماعي أو نظام المعاشات الحكومية أو برامج الحماية والادخار لدى شركات التأمين أو من خلال شراء أدوات استثمارية ذات دخل ثابت أو غير ذلك للحصول على الدخل عند الوصول إلى مرحلة التقاعد. لذلك من المستحسن وضع قائمة تقديرية بتدفقات الدخل عند التقاعد والبحث عن طرق أخرى لتحقيق دخل إضافي إذا لزم الأمر.

إدارة النفقات بذكاء

أسهل الطرق للادخار هي ضبط الإنفاق. فامتلاك القدرة على إدارة النفقات الشهرية يساعد بشكل كبير في تسهيل عملية الالتزام بخطط الادخار. أول خطوة باتجاه الادخار هي وضع ميزانية شهرية للنفقات والالتزام بها، هذا يساعد على تجنب هدر الراتب على أشياء غير ضرورية، وبالتالي يؤدي إلى خلق فائض لا بأس به يساهم في زيادة حجم المدخرات. لهذا يفضل اتباع قواعد الإنفاق الذكي والتي تبدأ بالتخطيط ووضع ميزانية للإنفاق، ووضع ميزانيات معقولة لجميع متطلبات الحياة.

[قارن بين البطاقات الائتمانية في السعودية]

عدم الاكتفاء بالادخار

كلنا يطمح لأن يحيا حياة كريمة خلال فترة التقاعد، لذلك لابد من توضيح مسألة على غاية من الأهمية وهي أن الادخار وحده لا يكفِ لتحقيق الأهداف المالية أثناء التقاعد، لاسيما في ظل مخاطر التضخم وتراجع القوة الشرائية. لذلك يجب دعم المدخرات بأدوات استثمارية تتناسب أرباحها المتوقعة مع المخاطر التي يمكن تحملها كالأسهم والسندات. فالادخار والاستثمار معاً يساعدان على على تنمية المدخرات والحفاظ إلى حد كبير على قيمتها. ولكن يجب تجنب الدخول في تجارب استثمارية دون الحصول على احاطة كاملة بتفاصيلها أو إذا كانت مخاطرها أعلى بكثير من الإمكانيات.

خوض تجربة الاستثمار العقاري

تعد العقارات من الأصول التي تحافظ على قدر كبير من قيمتها. لذلك فإن شراء عقار سكني يعتبر من الأهداف المالية المكلفة وطويلة الأجل والتي قد تتجاوز فترة سدادها أقساط تمويله 20 عاماً. لهذا يفضل التفكير مبكراً بشراء عقار سكني لأنه يساهم في التخلص من الالتزامات المالية المتعلقة بالعقار قبل الوصول إلى سن التقاعد وسيخفف من ضغوط الإيجار الشهري سواء قبل أو بعد التقاعد.

[مقالات ذات صلة: عوامل اختيار أفضل تمويل عقاري]

تنويع الاستثمارات

يجب تنويع الاستثمارات حتى تعوض إحدها خسارة الأخرى إن وقعت، فهذا يشكل عامل حماية إضافي للمدخرات، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي تنطوي عليها كل أداة استثمارية وعدم المجازفة والاستثمار بأدوات مالية عالية المخاطر، كما يفضل الاستعانة بمختصين إذا لم تكن هناك خبرة كافية في اختيار الأدوات الاستثمارية المناسبة.

التقاعد مرحلة من مراحل الحياة التي لا يجوز أبداً تجاهلها أو إغفال التخطيط المالي لها، بدءاً من وضع الميزانية الشهرية وانتهاءً بالاستثمار، لذلك فإنه على أي شخص يطمح لأن يؤمن لنفسه مستوى لائقاً من الحياة في مرحلة التقاعد الحرص كل الحرص على التوفير والادخار لهذه المرحلة، فالدخل الوحيد قد يكون من عقار مؤجر أو من عائدات الأسهم والسندات في مشاريع استثمارية.