يعتبر الإدخار من المفاهيم المالية الأساسية التي تساعدك في إدارة أمورك المالية بطريقة صحيحة وأكثر كفاءة، ومن المعروف أن الادخار كتعريف هو أمر سهل، وعندما تأتي لحظة التخطيط و التطبيق يكون أشبه بالمهمة المستحيلة، لذا يصفه البعض بالسهل الممتنع.

ومن هنا تأتي حقيقة الإدخار بأنها مهارة مكتسبة وتأتي بالتعود تُكتسسب من الممارسة والتدريب والتربية المالية. لذا أرى أنه من الجيد البدء في عملية الإدخار مع بداية الحياة الزوجية، حيث يشعر الأبناء أن الإدخار هو مبدأ للمعيشة السعيدة.

هل سألت نفسك من قبل كيف تساعد أبناء لإكتساب هذه المهارات المالية بالإضافة إلى مساعدة المالية عند كل مرحلة من حياتهم دون أن تخلق عبء مالي جديد عليك؟

أو ماذا سيحدث إذا بدأت خطة إدخارية لأبنائك بمقدار 500 ريال سعودي شهرياً واعطائهم الفرصة للمساهمة في هذا الادخار؟

1- بدءً بمعرفة موعد قدوم المولود الجديد. إذاً ابدأ الادخار قبل ولادة الابن بتسعة أشهر فسيكون الناتج
500×9 اشهر =4,500 ريال سعودي أنه رقم جيد لتخفيف من تكاليف الولادة وغيرها من المصروفات المرتبطة.

2- ادخار 500 ريال سعودي لمدة 6 سنوات مع بداية دخول الطفل المدرسة فسيكون المبلغ المدخر
500× 12 × 6 = 36,000 ريال سعودي، فهذا المبلغ سيساعدك كثيراً في سداد المصروفات والمستلزمات المدرسية للطفل.

3- فما بالك إذا كانت خطتك الادخارية تنتهي مع بداية دراسة ابنك الجامعية أي تقريباً عندما يصل عمرة لـ 18 سنة. سيصل المبلغ المدخر إلى 108,000 ريال سعودي، ما رأيك في هذا الرقم !! اظن انه رقم جيد تستطيع من خلاله ان تؤمن له تغطية تكاليف الرسوم والمصاريف الجامعية بأحسن حال ، دون تحمل أي ثقل إضافي على دخل الأسرة.

4- وإذا طالت الفترة قليلاً حتى التخرج الجامعي، اي عندما يصل عمره إلى 22 سنة، سيكون وصل المبلغ إلى
(500 ريال × 12 شهر × 22عام = 132,000 ريال سعودي )، يا له من مبلغ جيد ليبدأ عمله الخاص (مشروع صغير).

بهذا الشكل تكون قد أضئت لأبنك نوراً يهدي به (من بدء أستيعابه للأمور المالية حتى أن يصبح مستقلاً)، هذا الرقم المذكور أعلاه (500 ريال سعودي) هو رقم تقديري وقد يختلف من شخص لأخر ومن أسرة لآخرى على حسب دخلها وعدد أفراد الأسرة ولكن يظل المبدأ واحد في جميع الأحوال، ويفضل أيضاً مشاركة الطفل في الخطة الإدخارية حيث يساهم بجزء ولو بسيطة من مصروفه الشهري.

ويمكنك أيضاً زيادة هذا المبلغ في مجمله عن طريق الأستثمارات الأمنة الأقل خطورة مثل حسابات التوفير أو الودائع أو عن طريق شراء قطع ذهبية وغيرها من الأستثمارات التي تمنحك المبلغ ككل بالإضافة إلى الربح المحقق.

في النهاية يمكننا القول أنه من الجيد أن تكون الادخار ثقافة يتعلم أبناك منذ الصغر، وان تمارسها أيضاً، لتحقيق حياة أسرية سعيدة من الناحية المادية والمالية.
حتى عندما تريد أن تجدد البيت أو تشتري أغراض للمنزل (العائلة) يجب أن تبدأ بالادخار ومشاركة جميع أفراد العائلة بها.