إذا كنت قد سافرت للخارج من قبل واحتجت لاستخدام عملات مختلفة، فأنت بالفعل تعلم ما المقصود بمفهوم الفوركس. في عالمنا اليوم، وخاصةً في ظل العولمة، فإن الفوركس أو ما يُعرف بتداول العملات الاجنبية، أصبح عنصراً لا يمكن تجاهله من حياتنا جميعاً.

[قارن التمويل االشخصي في السعودية ]

في هذه المقالة، سوف نتعرض لكيفية الإستفادة من الإختلافات بين أسعار العملات بشكل استثماري.

ما هو الفوركس (تداول العملات الأجنبية)؟

الاستثمار في مجال تداول العملات الأجنبية (الفوركس) هو عبارة عن إجراء تبادلي بين مجموعة من العملات إلى مجموعة أخرى بقصد تحقيق ربح من الإختلافات بين معدلات أسعار تلك العملات. يعتبر الفوركس المنتج الأكثر تداولاً في الأسواق المالية، فهذا النوع من تداول الأوراق المالية يُدر تريليونات الدولارات من خلال مئات الآلاف من المعاملات التي يتم إجراؤها يومياً، وتُعد عملات الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني والجنيه الاسترليني أكثر العملات التي يتم التعامل بها في سوق الفوركس.

ما يميز سوق الفوركس هو أنه لا يتم من خلال سوق فعلي، حيث تتم جميع الصفقات بشكل إلكتروني من قِبل المتداولين من خلال شبكات الكمبيوتر.

ما هو السبب وراء وجود اختلافات لقيم العملات المختلفة؟

تتحدد القوة الشرائية للعملة وفقاً لعدة عوامل اقتصادية مثل العرض والطلب، وأسعار الفائدة، والتضخم الإقتصادي في الدولة، وأداء الدولة الإقتصادي..إلخ. ومع ذلك، فقد تتأرجح القوة الشرائية لعملة ما بسبب الأوضاع السياسية أو تغيير الحكومات.

قارن الحسابات البنكية في السعودية]

كيفية عمل الفوركس

توجد ثلاثة طرق للتداول في الفوركس:

  • السوق الفورية – في السوق الفورية يتم تداول العملات على حسب سعرها الحالي، أي أن “العملة يتم تداولها على الفور”. عندما تتوجه إلى أحد شركات الصرافة لتحويل عملة ما، فإنك تعتبر مشاركاً أساسياً في سوق العملات الفورية. في الآونة الأخيرة، عندما انخفضت قيمة الروبل الروسي، استغل الكثير من المغتربين الروس تلك الفرصة حيث قاموا بإرسال أموالهم إلى موطنهم الأم (روسيا) لكي يحصلوا على مبالغ أكبر من الروبلات مقابل وحدات العملات التي يقومون بتبديلها.
  • سوق العقود الآجلة – في سوق العقود الآجلة، يُقرر طرفي المعاملة بإجراء تبادل العملة في وقت لاحق (ويعرف هذا الوقت بتاريخ التسوية) وذلك بسعر محدد مسبقاً. على سبيل المثال، لنفترض أنك اتفقت على تبادل 100 دولار أمريكي مقابل 63 جنيه استرليني بعد فترة تداول مدتها 3 أشهر من الآن. إذا أصبحت قيمة 100 دولار أمريكي تعادل 59 جنيه استرليني في السوق الفورية في ذلك التاريخ، وبما أن الإتفاق قد تم في شكل عقد آجل، فإن الطرف الآخر ملزم بدفع مبلغ 63 بما يحقق لك ربحاً قدره 4 جنيهات استرلينية. وعلى الجانب الآخر، فلو أن قيمة 100 دولار في السوق الفورية في ذلك التاريخ أصبحت تعادل 67 جنيهاً استرلينياً، فإنك ستخسر فرق السعر وفقاً لاتفاق البيع عند 63 جنيه استرليني فقط، وفي هذه الحالة فإن المتداول الآخر يحقق ربحاً.
  • سوق العقود المقدمة – لا تختلف العقود المقدمة كثيراً عن العقود الآجلة غير أن العقود المقدمة تعتبر موحدة ويتم تنفيذها من خلال التداول عن طريق عقود مستقبلية هي بمثابة اتفاقيات خاصة بين الطرفين، وقد تتسم تلك العقود بالعديد من الخصائص والمزايا. تلجأ الشركات في جميع أنحاء العالم إلى استخدام العقود المستقبلية/العقود المقدمة باعتبارها إحدى وسائل حماية أصول الشركة النقدية عن طريق تحديد سعرها في المستقبل.

ما الذي يجب أن تحذر منه؟

  1. يجب الابتعاد عن المتاجرة بالأوراق المالية في سوق العملات الأجنبية غير المرخص (الفوركس).
  2. تتصف سوق العملات الأجنبية بكونها متقلبة ولا يمكن التنبؤ بها أو باتجاهاتها، فحتى المستثمرين  ذو الخبرة لا يمكنهم التقدير الدقيق لما ستكون عليه حالة أية عملة بعد بضعة أسابيع أو أشهر من الآن. كذلك، وحتى لو كان الأمر يتعلق بالعملة المفضلة لديك، فمن المستحيل التنبؤ بقيمتها، فأنت لا تعلم كم المال الذي ستتمكن من تحقيقه حتى تصل إلى تاريخ التسوية.
  3. لا شك أن الاستثمار في الفوركس أحد الوسائل الرائعة للتحوط ضد المخاطر المالية الشخصية والمتعلقة بأعمالك. ومع ذلك، فإن تداول العملات في شكل مضاربات للأسعار في المستقبل قد يكون إجراءًا خطراً قد يُكلفك الكثير.