تتمثّل الصورة في الإمارات العربية المتحدة بوجود الدخل المُعفى من من الضرائب وأسلوب الحياة الجيّد. ولكن، هل ما زال الناس يتدبرون إدخار جزء من دخلهم عند نهاية الشهر في ظلّ  إرتفاع تكاليف المعيشة؟ فقد وجد إستطلاع أجراه مؤخراً سوق المال.كوم، موقع مقارنات الأسعار الرائد في الشرق الأوسط، على عينة شملت 900 شخص، بأنّ 4 من أصل 10 أشخاص يوفرون أقل من 10% من دخلهم الشهري، ونصف هؤلاء إدّعوا بأنهم لا يدّخرون شيئاً أبداً.

ويُعَدُّ المغتربون الغربيون من بين أفضل المدّخرين، حيث يدّخر ما يقارب نصفهم نسباً تتراوح بين 10-30٪ من دخلهم الشهري، يليهم المغتربون الآسيويون، حيث يدّخر ثلثهم نفس النسب.

أمّا المغتربون العرب فإنهم يجدون صعوبةً في الإدخار، فهناك 32٪ منهم لا يدّخرون شيئاً على الإطلاق، و12٪ أقرّوا بأنهم لا يعرفون كيف يدّخرون. ويليهم مواطنو الإمارات العربية المتحدة بفارق بسيط، حيث يفيد 30% منهم بأنهم لا يدّخرون على الإطلاق.

يرغب المقيمون في الإمارات العربية المتحدة بالإدخار أكثر، ولكنهم يفشلون في ذلك

يبدو أنّ هنالك رغبةً في الإدخار، فقد أقرّ 65% ممن شملهم الإستطلاع بأنه يجب عليهم أن يدخروا أكثر مما يدّخرون حالياً، وإدعى 44% من المشاركين في الإستطلاع بأنهم، وللأسف، كانوا يدّخرون أكثر قبل ثلاث سنوات مقارنةً بالوقت الحالي.

وفي معرض تعليقها على ذلك، قالت أمبارين موسى، المؤسس والرئيس التنفيذي لسوق المال.كوم بأنّ: “قد تكون من التفسيرات لنتائج الإستطلاع هي المزيج المتكوّن من إرتفاع تكاليف المعيشة والتصوّر “بالغنى” والذي يعود إلى عدم وجود الضرائب بالإضافة إلى الإفتقار لكيفية إدارة الدخل والديْن. وقد وجدنا بأنّ العديد من السكان ليس لديهم إدارة واضحة لإيراداتهم ومصاريفهم الشهرية.”

وأضافت موسى “بينما يكون الإستمتاع بنوعية حياة جيدة في الوقت الحالي أمراً مهماً، يُعدُّ إدخار مبالغ كافية للمستقبل أمراً أكثر أهمية، خاصة وأنّ المقيمين لا يحصّلون على المزايا الإجتماعية أثناء عملهم في الإمارات العربية المتحدة.”

 وكملاحظة إيجابية، تُعدُّ الفئات العمرية الأكبر أفضل إدخاراً من فئة الشباب، حيث يدّخر ثلث الأشخاص في الفئة العمرية فوق 45 عاماً ما يزيد عن 30٪ من دخلهم الشهري.

 لا تزال الحسابات البنكية الأساسية الأداةَ المُفضلة للإدّخار

هناك ما يقارب 40% من الأشخاص الذين يدّخرون يعتمدون بشكلٍ كبير على الحساب البنكي الأساسي لحفظ أموالهم الفائضة، الأمر الذي يُشير إلى عدم وجود الوعي حول الخيارات المتاحة للإستثمار. وكانت ثاني طريقة مُفضّلة للإدّخار هي الإستثمار العقاري، بنسبة 32٪ منهم، أمّا الخيار الأقل إنتشاراً فكان الأوراق المالية والأسهم، حيث أيدته 8٪ من الأصوات. ولا يجب أن تكون أدوات الإستثمار البديلة للأموال المتحصّلة بصعوبة مقترنة بدرجة عالية من المخاطر، مع وجود الخيارات التي تشمل الودائع الثابتة أو السندات أو حتى حسابات الإدخار على الإنترنت.

تتعدّد خيارات الإستثمار ما بين الجنسيات المختلفة، مع تفوّق المغتربين العرب في إختيار 47٪ منهم للحساب البنكي الأساسي. أمّا المغتربين الغربيين والآسيوين، فقد لوحظ إختيارهم لمزيج من الحساب البنكي والإستثمارات العقاري، في حين يختار مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة مزيجاً من الحساب البنكي والأسهم.

 وتضيف أمبارين موسى بأنّ: “من الواضح أن الكثير من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة يريدون الإدخار أكثر، مع أنّ القليل منهم حتى الآن لديه الإدراك الجيد لكافة المنتجات المتاحة وحول كيفية الحصول على عوائد جيدة بمخاطر منخفضة نسبياً. فالناس يميلون إلى الإفراط في إستخدام الحساب البنكي الأساسي، في الوقت الذي يمكن التعرف على طرق عديدة للإدخار للتقاعد من خلال القليل من الجهد والبحث. ومن جانبنا، وتأكيداً على نتائج الإستطلاع التي أفادت بأنّ الكثير من الناس يبحثون في الإدّخار بشكل أكبر، فقد تلقينا الكثير من الطلبات عندما أطلقنا موقع المقارنة حول ما إذا كان بالإمكان أن نشمل منتجات الإدّخار أيضاً. وبناءً على ذلك، فقد أطلقنا في أيار 2012 قسم الودائع والمدخّرات لنتيح للناس التعرف على الخيارت في السوق وتمكينهم من المقارنة.”