يقول السيد رينان بوردو Renan Bourdeau، نائب الرئيس التنفيذي لموقع propertyfinder.ae، أن التعامل مع عدد أقل من المضاربين في ظل أجواء أكثر تنظيماً واستقراراً يحافظ على السوق من التعرض لأية تدهور أو إخفاقات، كما أن معدلات النمو المتواضعة ليست دلالة على ضعف السوق.

غالباً ما أواجه هذين السؤالين، “هل توجد بالفعل أزمة عقارية؟” و “هل ينهار سوق العقارات؟”

لست في موقع الخبير الاقتصادي، فانا مجرد شخص يرأس بوابة لسوق العقارات – وهنا أقوم بتبادل الأفكار ووجهات النظر وفقاً للبيانات التي نحصل عليها من خلال الموقع، وآمل أن يوضح ذلك بعض الأمور المتعلقة بحالة السوق.

خلال فترات الازدهار، ارتفعت أسعار العقارات في كل مكان – سواء كانت عقارات من الفئة الأولى أو الثالثة، وكان الشعور الإيجابي يقود الأسعار إلى المزيد من الارتفاع.

مرحلة نضج السوق العقاري:

ثم جاء الركود، وعُرفت حينها دبي بوجهة الازدهار والكساد، ومع انخفاض الأسعار توقفت أعمال العديد من الشركات حتى أن شركات الوساطة لم تكن تمتلك الميزانيات اللازمة للإنفاق على الإعلانات المطبوعة، الأمر الذي دفعهم إلى الاتجاه إلى الإنترنت لبيع وتأجير عقاراتهم. مما سبق يتضح لنا أن العمل الحقيقي لموقع Property Finder قد بدأ في مرحلة الركود.

بدأت أسعار العقارات في الارتفاع منذ عام 2008، وفي العام الماضي، خاصة في بعض المناطق، ارتفعت الأسعار حتى وصلت إلى مستويات أعلى من مثيلاتها في فترة ما قبل الأزمة مما أثار مخاوف البعض حول تعرض السوق إلى انهيار آخر وهبوط الأسعار مرة أخرى بشكل سريع. ومع ذلك، وبدءاً من الربع الثاني لعام 2014، تغيرت الأمور كثيراً – حيث أصبحت الأمور مختلفة تماماً مقارنةً بوضع السوق في نفس الفترة من العام الماضي، حيث أصبح السوق أكثر نضجاً.

بالعودة إلى السؤال الرئيسي، هل يُمكن وصف سوق العقارات الآن بالسوق “المستقر”؟ استناداً إلى بيانات موقعنا، نرى أنه في حين ارتفعت أسعار الوحدات السكنية في دبي مارينا بشكل مطرد في الفترة ما بين أغسطس 2013 ومارس 2014، بدأت تستقر الأسعار ابتداءا من شهر أبريل وصاعداً، لتنخفض أسعار القدم المربع الواحد من 1850 درهم إماراتي إلى 1811 درهم إماراتي في أغسطس من هذا العام.

مدى حاجة البائعين وأصحاب العقارات إلى الدراسة الجيدة للأوضاع والنضج السوقي:

تتمتع دبي اليوم بتركيبة سكانية قوية، حيث يزداد عدد السكان وكذلك أعداد السائحين، كما أن الاقتصاد ينمو بشكل يعكس مدى قوته وثبات الأوضاع. أظهرت أحدث دراسات Mercer مؤخراً أن شاغلي المناصب العليا في الإمارات العربية المتحدة من بين الموظفين الأعلى أجراً في العالم، وبالإضافة إلى استقرار الأسعار، فقد ينطوي الأمر على زيادة تكاليف المنازل أيضاً.

يوجد الكثير من الأحاديث الدعائية حول تنظيم فعاليات معرض اكسبو Expo، وعن آلاف فرص العمل وفرص الأعمال الجديدة التي سوف تتيحها عملية تنظيم هذا الحدث، بالإضافة إلى جذب أعداد أكبر من المستثمرين إلى دبي. في عام 2008، اعتمدت الأوضاع على إثارة بعض الضجة الدعائية حول فرص الاستثمار فقط، لذلك فإن فرصة تنظيم فعاليات معرض اكسبو Expo – على الرغم من الإفراط أحياناً في الحديث الدعائي عن هذا الحدث – تُعد قوة دافعة إيجابية لفرص الاستثمار في المدينة.

علاوة على ذلك، لقد أصبح السوق أكثر تنظيماً من ذي قبل، ومن المتوقع أن تصدر أربعة لوائح جديدة للتحكم في عمليات الوساطة التجارية وعمل الوسطاء التجاريين، كما أن المصارف أصبحت أكثر صرامة في التعامل مع القروض والرهون العقارية وكل ذلك في سبيل الحفاظ على السوق من التعرض للإنهاك مجدداً.

ومع ذلك، مجرد الشعور بمدى نضج السوق العقاري لا يكفي وحده، فالبائعين وأصحاب العقارات في حاجة إلى النضج أيضاً ودراسة السوق بشكل جيد وأكثر تعمقاً ودراية، كما أنهم بحاجة إلى تفهم وقبول النمط البطيء والمنظم في تحقيق الأرباح والعوائد، وإدراك أن فرص مضاعفة الاستثمار بشكل سريع قد تعني الخسارة بشكل سريع أيضاً.

الطريق إلى الربح، الثبات والبطء:

يعتقد معظم الناس أن كلمة مستثمر هي مرادفٌ للمضارب، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً. هناك بعض المشترين الذين لديهم القدرة على شراء منزل ثان أو تحمل أعباء قرض عقاري لشراء عقار، إلا أنه لا يُمكن الأخذ في الاعتبار عملية بيع ممتلكاتهم على المدى القصير – لذلك لا يُمكن اعتبارهم مضاربين.

لدينا اليوم التقنية اللازمة لتوليد كم هائل من المعلومات، وبناء على ما نقوم بسرده من بيانات يُمكننا مساعدة الآخرين في استخدام هذه البيانات والمعلومات لتحديد أفضل الخيارات بالنسبة لهم سواء على صعيد الشراء والاستثمار أو السكن والإقامة.

عندما بدأنا في عام 2005، كانت رؤيتنا، ولا تزال، أن نُمثل الشريك الأمثل لقطاع العقارات في الإمارات العربية المتحدة وتطويره باستخدام التقنيات المتطورة، ونهدف على مدار السنوات القليلة المقبلة إلى التركيز على ابتكار منتجات جديدة، وتوفير محرك بحث أكثر ذكاء لخدمة عملائنا بالإضافة إلى العمل على توفير المعلومة العقارية المتميزة، كل ذلك بهدف الوصول إلى تحقيق مستوى جديد من المستهلك الذكي.

في عام 2007، لم تتمكن صناعة العقارات من رؤية إشارات الإنذار الواضحة، ولكن هذه المرة يجب علينا البقاء متيقظين. النمو المتواضع لا يُمثل دوماً إشارة إلى ضعف السوق، فقد يكون علامة واضحة على مدى نضج السوق وثباته. لذلك، فإن النمو البطيء يعني مكاسب أكبر على المدى الطويل، فالثبات والبطء سبيل مضمون للفوز بالسباق في النهاية.