أثناء احتفالية يوم الرؤساء (Bosses’ Day) في السادس عشر من أكتوبر، تحدث بشار مارديني، مدير العمليات في لوناتوس للتسويق والعضو المنتدب لشركة نافيتاس للكيماويات، عن تعيين وتسريح الموظفين في عالم الشركات/المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تناولت العديد من الكتابات أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأحد الأعمدة الاقتصادية الرئيسية وكذلك أهميتها في مجال خلق فرص عمل جديدة، وبالنظر إلى معايير سوق العمل، فإن عالم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتبع قواعد مختلفة تماماً عن تلك التي تنتهجها المؤسسات والشركات الكبيرة والمتعددة الجنسيات.

نادراً ما تستفيد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مزايا وجود هيكل تنظيمي متطور للموارد البشرية يعمل على جذب وفحص الأشخاص المؤهلين للعمل، كما أنها نادراً ما يتوفر لديها إمكانية الإختيار من بين مجموعات كبيرة من الموظفين المرشحين. في حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فإنه غالباً ما تقع مهمة البحث عن موظفين وتعيينهم على عاتق مؤسس الشركة/الرئيس التنفيذي للشركة ومساعديه بشكل مباشر، وكذلك مهمة اتخاذ القرارات المتعلقة بإنهاء خدمة المقصرين أو الأشخاص الذين لا يصلحون للعمل.

توجد المئات من المقالات التي تتناول كيفية التقدم إلى الوظائف وكيفية المرور الآمن من المقابلات الشخصية للموظفين، وعلى الجانب الآخر، لا يوجد العدد الكافي من المقالات أو الدراسات التي تتحدث عن الشخص المسئول عن إدارة مقابلات العمل الشخصية. بدلاً من الإجابة على الأسئلة والبحث عن الوصف الوظيفي للعمل، فأنت مسئول عن إعداد تلك الأسئلة وطرحها على المتقدمين وصياغة الوصف الوظيفي أيضاً، كل ذلك بدون أية خبرات في تعيين أحد من قبل.

بالنسبة للعاملين في شركتك، فمن المحتمل أنك قمت بإعداد نظام تقييم مُستخدِماً الأهداف “الذكية” (*الرابط بالانجليزي) (محددة، قابلة للقياس، يُمكن تحقيقها، واقعية وملائمة للجدول الزمني، بالنسبة لأولئك الذين يتسائلون) وكذلك جميع الأدوات التحليلية الأخرى للموارد البشرية التي اعتدنا السماع عنها، والآن بدأت تشعر بأنك كالسمكة التي خرجت من الماء.

على مدار الخمس سنوات الماضية، اختبرت حياة مدير أحد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال إدارة وتدريب فريق مبيعات وموظفي العمليات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. لقد تعلمت بعض الدروس القاسية المتعلقة بكيفية اكتشاف وتعيين الكفاءات، وكيفية إدارة الفريق واتخاذ القرارات الصعبة الخاصة بتسريح أحد الموظفين.

ابذل كل ما في وسعك لتعيين الأكفأ

طاقم العمل هو كلمة السر في المراحل الأولى من تأسيس الشركة/المشروع، فمجرد أن يكون لديك منتج متميز ودعم كبير واستراتيجية مدروسة فقط فإن هذا لا يكفي، يجب أن يكون لديك طاقم عمل متميز هو الآخر. أهمية طاقم العمل المكون من موظفين أكفاء تفوق أهمية بقية العناصر، وهنا يُنصح دوماً بأهمية تكريس كل طاقتك وبذل الجهد في التعاقد مع طاقم عمل مؤلف من موظفين أكفاء.

في وقت من الأوقات، كان لديّ منتج رائع لكنه لا يتمتع بالتنافسية في السوق، بينما كان لديّ منتج آخر أقل منه تميزاً إلا أنه كان يُنافس بقوة في الأسواق، والسبب في ذلك وجود الشخص الغير مناسب في موقع المسئولية في حالة المنتج الأول ووجود شخص مناسب يتمتع بالسمات المطلوبة في موقع المسئولية في حالة المنتج الثاني.

تعيين أشخاص أكفاء ليس بالأمر السهل، فغالباً ما كنت أصاب بالإرهاق والشعور بالحنق من وظيفتي والشركة وحتى كوني مديراً مسئولاً عن إدارة هذا النوع من مقابلات العمل الشخصية. لا يقتصر الأمر على الوظائف من المستويات الأعلى فقط؛ فأنا أسعى دائماً للبحث عن الشخص “المناسب” لموقع العمل مهما كانت أهمية أو أقدمية المنصب.

[قارن تمويل الأعمال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة | قارن تمويل المعدات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة]

نحو 90% من مقابلات العمل الشخصية تسفر عن لا شيء؛ حيث أن مهمة إيجاد أشخاص أكفاء وملائمين صعبة للغاية. للأسف، في كثير من الأحيان تنتصر النفعية وتحقيق المصلحة العامة لصالح تعيين أشخاص دون المستوى فقط لأنه لا يمكن الحفاظ على موقع العمل شاغراً لفترة طويلة.

تقديم رؤيتك لفريق العمل

ما أن يكتمل تشكيل فريق العمل (وعادة ما تكون عملية تشكيل فريق العمل جزئية وغير مكتملة – دائماً ما لم أستطع تكوين فريق عمل كامل حيث يظل دائماً أحد مواقع العمل شاغراً)، فإن التحدي التالي يكمن في التعريف بمهمات العمل المتطلبة بشكل يومي، وهنا كل الطرق تؤدي إليك!

تتمثل المهام المنوطة بالمدير والمسئول عن إدارة فريق العمل في التعريف برؤية الشركة ودور كل فرد ومساهمته في تحقيق أهدافها، حيث يتحمل المدير عبئاً أكبر من أي شخص آخر، كما يتحمل مسئولية تحقيق الآمال والأحلام والتطلعات المنشودة من قِبل الشركة أو المؤسسة والمرجوة من فريق العمل.

في حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تعكس “الثقافة المؤسسية” الخاصة بالشركة أو المشروع أحد الجوانب الشخصية لمؤسس/المدير التنفيذي للمشروع أو الشركة، بما في ذلك من عيوب وخصوصيات.

الأوضاع ليست على ما يرام دائماً، ولكي تتضح الصورة أكثر يجب العمل على اكتشاف مواطن الأخطاء وإصلاحها بشكل مستمر، والعمل على حل المشكلات التي تجابه فريق العمل.

مسائلة المُقصرين في أداء أعمالهم

فيما يتعلق بالتعامل مع الأمور المعقدة، فإن واحد من أهم وأصعب القرارات التي تتخذها هو قرار تسريح أو فصل أحد العاملين من العمل.

عندما تتعامل مع أحد المواقف المتعلقة بالتقصير في أداء الأعمال نتيجة تقصير الموظفق المسئول، أو أية أمور أخرى قد تتطلب تدخلك بشكل مباشر، فتوقع سماع الكثير من الأعذار وتوجيه أصابع الإتهام للغير بالإضافة إلى الكثير من الغضب والتوتر والقلق.

يُقال إن للنجاح العديد من الآباء، والفشل يتيم.

حاسب المقصرين والأشخاص المسئولين عن الأداء السيء لسير الأعمال، واعتمد على المنطق والنتائج في اتخاذ القرارات المتعلقة بتحديد المقصر وسوف تعرف من يستحق الفصل من العمل.

إنهاء خدمة أحد الموظفين ليس بالقرار السهل، فأنا مُدرك تماماً أنه قد يكون عائلاً لأسرة ويعتمد على راتبه لتوفير احتياجاتهم.

[قارن حسابات المشاريع الصغيرة والمتوسطة | قارن بطاقات الإئتمان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة]

الإهتمام بالكفاءات العالية ورعايتهم

أحياناً قد تحاول إيجاد سُبل بديلة أو انتهاج طريقة جديدة في التعامل مع المُقصرين وأصحاب الأداء الضعيف من الموظفين، وأحياناً قد ترى أنه عليك أن تترك الأمور على ما هي عليه على أمل أن يتحسن أدائهم في المستقبل بدلاً من إنهاء خدمتهم وتسريحهم من العمل.

لقد وجدت أن كل ما سبق لا يخدم مصلحة أي من الطرفين؛ فمن ناحية يُلحق الضرر بشركتك ويضرب مثالاً سيئاً لبقية أعضاء فريق العمل، كما أنه يؤجل قرارك فقط بإنهاء خدمة الشخص المعني.

بالإضافة إلى ما سبق فإن موقف كهذا قد يُعطل قرار آخر بتعيين شخص مناسب وملائم لموقع العمل! لا يُمكنني تأكيد ذلك الأمر بشكل قاطع، إلا أنني أقضي معظم الوقت الآن أفكر في كيفية الإهتمام بالكفاءات العالية الموجودة لدي حالياً وتعزيز مواقعهم ورعايتهم بشكل أفضل، وكذلك كيفية التخلص من بعض الموظفين الذي يؤثرون سلباً بأدائهم الباهت على بقية فريق العمل.

لا توجد نهاية محددة لهذه العملية، فلن تجد أبداً المجموعة المتكاملة التي تُشكل فريق عملك. يظل نطاق أعمالك في حالة مستمرة من التغيير الأمر الذي يؤدي إلى قيامك بوضع معايير جديدة لنفسك ولفريق العمل لديك طوال الوقت.

حظاً سعيداً لجميع المديرين والموظفين!

نشجع خبراء المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالكتابة لنا, اقرا آراء الآخرين على سوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة.