بينما يُعتقد بأنّ رمضان هو وقت للإنفاق الكبير، فإنّ معظم المقيمين في الإمارات العربية المتحدة يُقللون فواتير المواد الغذائية الخاصة بهم إلى النصف أثناء الشهر الفضيل، كما كشف الاستطلاع الجديد الذي أجريناه.

من المفترض أنّ الصائمين يُبذرون على محلات المواد الغذائية للإفطار والسحور، لكن في الحقيقة أنّ الكثير من المقيمين يفضلون التوفير.

قال ثمانون في المائة من أولئك الذين شملهم الاستطلاع أنّهم أنفقوا نفس المقدار أو خفضوا من فواتير المواد الغذائية الخاصة بهم إلى النصف خلال شهر رمضان، هذا الرقم يرتفع إلى ما يقارب 90 في المائة للوافدين الغربيين.

أكبر المدخرين هم من الإماراتيين

نفس الأرقام تنطبق على تناول الطعام في الخارج، مع إنفاق الأغلبية إمّا بنفس المقدار أو تخفيض تكاليفهم إلى النصف.

كانت هذه بعض المخرجات من دراسة سلوكية للمقيمين في الإمارات العربية المتحدة خلال شهر رمضان والتي أجريناها، حيث استطلعنا أكثر من 500 زائر لمعرفة كيفية إنفاقهم لأموالهم وقضائهم أوقات الفراغ خلال الشهر الفضيل.

وبرز المواطنون الإماراتيون كأكبر المدخرين، بحوالي 40 في المائة يقولون بأنهم أنفقوا ما يصل إلى النصف على الطعام ونسبة كبيرة وصلت إلى 60 في المائة تنفق أقل على تناول الطعام في الخارج أيضاً.

قضاء وقت الفراغ في المنزل

إنّ ميزانيات التسوق أيضاً تنخفض بشكل أكبر. فنسبة كبيرة تبلغ 90 في المائة من المقيمين أنفقت نفس المقدار أو خفّضت إنفاقها إلى النصف. وانخفضت تكاليف السفر أيضاً لأغلبية المقيمين، الذين يفضلون البقاء قريبين من المنزل عندما يصومون.

وكنتيجة لذلك، فقد تحول تركيز قضاء وقت الفراغ إلى المنزل، حيث يقضي المُعظم ما يصل إلى أربع ساعات في مشاهدة التلفاز ومدة مماثلة لذلك بتصفح الإنترنت.

 ومن المثير للاهتمام أنّ مواطني الإمارات العربية المتحدة يقضون الوقت الأقل في تصفح الإنترنت، الأمر الذي يُعزى إلى الالتزامات الدينية والاجتماعية والعائلية التي تشغل وقت فراغهم خلال شهر رمضان.

شهر أكثر هدوءاً

هذا لا يعني بأنّ المقيمين يتجاهلون مراكز التسوق بشكل تام. فتقريباً ثمانية من عشرة ممن شملهم الاستطلاع قضوا ما يصل إلى أربع ساعات في اليوم في مركز التسوق، وهذا رقم يرتفع إلى 90 في المائة للوافدين الغربيين. ربما يرجع ذلك إلى قيام المقيمين بشراء الهدايا قبل عيد الفطر، الذي يقع في نهاية شهر يوليو، أو فقط بسبب مركز التسوق المُكيّفة، والتي توفر استراحة من حرارة الصيف.

في هذا العام، يبدو أن شهر رمضان مختلف جداً، وأكثر هدوءاً، من الأعوام السابقة. فشهر رمضان يقع بالضبط في شهر يوليو، مباشرة بعد انتهاء العام الدراسي، والكثير من الوافدين والعائلات قد سافروا لقضاء الإجازة، ومراكز التسوق لغاية الآن، هي أكثر هدوءاً من المعتاد خاصة خلال اليوم. وهذا ليس وقت السفر لمواطني الإمارات العربية المتحدة وغيرهم ممن يصومون شهر رمصان، بل هو وقت يتم البقاء فيه مع أفراد العائلة المُقربين والأقارب.

فقد أظهر استطلاعنا أنّ المقيمين متحفظون أكثر فيما يتعلق بأموالهم خلال هذا الشهر الفضيل دون التبذير بالطعام والإنفاق على شراء المواد الغذائية بشكل كبير، وغالباً ما تكون فواتير محلات المواد الغذائية والمطاعم منخفضة مقارنةً مع باقي أشهر السنة.