يقول عمر قطان، العضو المنتدب والمدير التنفيذي في شركة ساند ستورم ديجيتال Sandstorm Digital، إن إدارتك للشركة كرائد أعمال تتطلب قيادة ديناميكية، حيث لا توجد أسس محددة لكيفية قيادة وإلهام موظفيك.

تحتاج إلى أن تكون أكثر مرونة، وقادراً على مواجهة المخاطر والتعامل معها وفقاً لما يتطلبه الموقف، كما تحتاج إلى التعرف جيداً على إمكانياتك وإمكانيات فريقك المعاون بشكل أكثر تفصيلاً حتى تتعرف إلى أفضل طرق تحفيزهم على العمل والإبداع.

1.  تحكم في انفعالاتك:

كيفية التحكم والتعامل مع انفعالاتك أحد أهم عوامل قيادة مجموعة العمل، حيث يجب التركيز على التحكم في انفعالاتك سواء عن طريق كبحها أو تركها تقود تصرفاتك. يجب الاهتمام والانتباه جيداً لطريقة عملك، فمثلاً يُمكنك تدوين كل ما قد يقودك إلى الإحساس سلباً أو إيجاباً، وأيضاً يجب الاهتمام بملاحظة ما إذا كان لهذا الانفعال أثر جيد أم لا على سير العمل. جميع تلك العوامل من شأنها مساعدتك على تنمية مدى وعيك وإدراكك للتوقيت الذي يجب أن تتوقف فيه لبرهة من الوقت ومتى يُمكنك المواصلة.

لا تكن ضعيفاً أمام انفعالاتك وعواطفك، فطالما كنت غير قادر على التعامل مع انفعالاتك وعواطفك لن يُمكنك التعامل مع انفعالات وعواطف زملائك في العمل. تحكم في انفعالاتك أولاً قبل الشروع في إدارة فريق العمل.

2.  توازن الانفعالات مع نهج التفكير:

مهما كان العقل منضبطاً فإن الانفعالات القوية يُمكنها أن تقوضه طالما لا يتم التعامل معها بشكل عملي. لا يعني ذلك أن الانفعال هو عدوك، وإنما يعني أنك بحاجة إلى بعض الخبرة في التعامل مع انفعالاتك والمحافظة على هدوئك مهما كانت طبيعة الموقف.

لا شك أن هناك أوقات يبدو الصراع فيها حتمي، ولا داعي للخجل أو الهروب من تلك الأوقات، فمثل هذه المواقف تُمثل تدريباً عملياً للتعامل مع انفعالاتك المصاحبة لهذا الصراع. كلما زادت خبرتك كلما تمكنت من تحقيق المزيد من الانضباط الذي سيكون بمثابة خط الرجعة في حالة فقدان السيطرة على الموقف.

إذا كان لانفعالاتك تأثيرها على مدى وضوح الصورة الكاملة أمامك، فلن تكون قادراً على قيادة فريق العمل والمنافسة.

3.  طور حدسك:

غالباً لا يطور الأشخاص العاديون من نمط انفعالاتهم بدون وجود سبب. سواء كان ذلك السبب عقلاني أو دقيق بما يكفي – المهم هنا مدى إدراكك أن هذه الانفعالات هي مجرد ردود أفعال للمؤثرات الخارجية. تعتمد شدة الانفعال ومستوياته ومدى تدفقه إلى حد كبير على نوعية المحفزات، كما أنك بحاجة إلى تحديد كيفية شعور الموظفين لديك ومتى يجب منحهم مساحة من الوقت للاستراحة ومتى يجب تحفيزهم للعمل بشكل أكبر.

إذا شعرت بحدوث أمر ما قد يؤدي إلى وجود مشاعر أو انفعالات سلبية، يجب أن تمنح الموظف بعض الوقت وربما المسافة المادية اللازمة لمساعدته على تبديد تلك المشاعر والانفعالات السلبية. أما في حالة ما إذا شعرت بحماسهم وانفعالاتهم ومشاعرهم الإيجابية تجاه بيئة العمل، يجب عليك استغلال ذلك وتحفيزهم بشكل أكبر لتحقيق الكثير من الإنجازات في العمل.

تأكد من حصول موظفيك على الوقت الكافي اللازم لتكوين أنفسهم وتحققهم من إدراكهم لإمكانياتهم والأهداف المرجوة منهم، كما يجب الحرص على إبقائهم متحمسين في جميع مراحل المشروع وكذلك الحرص على إبقاء دوافع الحماس لديهم وتحفيزهم دوماً. كما يجب الوفاء بالوعود المتعلقة بالحوافز والمكافآت إذا ما استحقوها – في حالة عدم الوفاء بتلك الوعود سوف يتعاملون مستقبلاً بتجاهل مع تلك النوعية من الوعود، وقد يؤدي الأمر إلى انخفاض الروح المعنوية لديهم والشعور بالاستياء وعدم الثقة.

4.  معاملة فريق العمل كأفراد وليس كوحدة واحدة:

بينما تعمل مع فريق العمل على تحقيق نفس الهدف، فمن الطبيعي أن يكون لكل فرد من أفراد الفريق أجندته الخاصة، وقد تختلف اتجاهات وأنماط كل فرد في التعامل مع المشروع من وجهة نظره. بعضهم يريد فقط بناء سيرة ذاتية مميزة والبعض الآخر يعمل لكسب المال فقط.

يجب أن يشعر موظفيك أن بإمكانهم تحقيق أهدافهم الشخصية بدون القلق من تأثير نفوذك كصاحب العمل على الحد من هذه الطموحات والأهداف الشخصية، ويجب الحفاظ على فردية وشخصية كل عضو في فريق العمل وأخذها في الاعتبار خلال إدارتك وقيادتك لفريق العمل.

قد يجد أحد الموظفين أن احتمالية زيادة الراتب زيادة كبيرة أمر مثير للحماس ودافع جيد للعمل، وقد يراه موظف آخر أنها مجرد محاولة أو مكافأة عادية لا تأثير لها على تحفيزه للعمل. مع نمو حجم شركتك سوف تجد صعوبة بعض الشيء في تحفيز الجميع بنفس الطريقة، وقد تضطر إلى التعامل مع قادة الفريق بشكل أساسي لما لهم من تأثير على بقية الموظفين من أعضاء فريق العمل.

5.  استغل مشاعرهم تجاه مجموعة العمل كمصدر لإلهامهم وتحفيزهم:

ترتكز عملية إدارة المجموعة ككل على جعلهم مدركون لأهمية وتأثير نجاحهم في مساعدة الآخرين من حولهم بالإضافة إليهم شخصياً، وجعل الشركة أو المنتجات أو الخدمات التي تقدمها أكثر من مجرد مشروع يعملون عليه، بمعنى آخر اجعلها سبباً محفزاً. يجب العمل على توضيح أهمية ما يقومون به ودوره في جعل الأمور أفضل بالنسبة للجميع.

لا تطلب منهم بناء قارب – يجب أن تريهم المحيط أولاً وسوف يقومون ببناء القارب بنفسهم:

يعتمد بناء ثقافة الأهمية بشكل كبير على كيفية تحليلك لنفسك ولمن حولك. يجب عليك العمل على معرفة ما يُحرك الناس ويدفعهم إلى العمل بروح مبدعة، وكذلك يجب أن تكون قادراً على توجيههم وتحفيزهم بطريقة فعالة. إذا ما فشلت في تطوير حدسك بهذه الشئون وفهم طبيعة وتأثير الانفعالات على بيئة العمل غالباً ما ستفشل في مجال ريادة الأعمال.

عمر قطان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للاستراتيجيات في ساند ستورم ديجيتال Sandstorm Digital FZE، وكالة تسويق المحتوى الرقمي ومقرها في دبي. تنطوي خبراته على 10 أعوام من العمل في مجال التسويق والإعلان التقليدي في الشرق الأوسط، و10 أعوام أخرى من العمل في اثنين من أكبر وكالات الإعلام في المملكة المتحدة.

نشجع خبراء المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالكتابة لنا, اقرا آراء الآخرين على سوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة.