“ماذا كنت تفعلين عندما كنتي حاملا؟”

“نحن مدرسة مشهورة جدا كما تعلمين. كل أولياء الأمور يريدون مكانا في مدرستنا لذا فإن فقد كان عليكِ التفكير في ذلك بشكل مبكر.”

على محمل الجد؟ هذه هي الطريقة التي تم بها التحدث الى ولية امر تبحث عن مكان لطفلتها ذات الـ 18 شهر.

من أجل التوثيق، عندما كنتُ حاملا كنت مشغولة بما يكفي بالعمل بدوام كامل وتعلم كيف أصبح أما جديدة في بلد جديد حيث لا أملك فيها أية أقارب كمجموعة دعم. لم اجلس هناك أفرك في يدي أفكر فيما أفعل كل ثانية من اليوم.

إذن اي جزئية من المعادلة اخطأت فيها؟ فكرتُ دوما في أن المدارس هناك لتعطي المثال وتقدم للاطفال التعليم الذي يؤهلهم للعيش في مجتمع حيث يهتمون بالناس حولهم، حيث يمكنهم أن يتكيفوا بسهولة شديدة وحيث يمكنهم بناء علاقات قوية. إذا كانت هذي هي الرؤية التي تعرضها المدارس في اتصالها الأول بأولياء الأمور، ما الذي سيعلمون ابنتي إياه؟ كيف تصبح فظّة على الهاتف؟

الآن، كمؤسِّسة لموقع سوق المال – Souqalmal.com، والذي تفوق الآن في مقارنة مدارس وحضانات الإمارات، أردتُ طرح هذا الموضوع الخاص بالتقديم للمدراس لنقاشات مائدتنا المستديرة المقبلة التي ستنعقد في 26 من مارس بين أولياء الأمور والمدارس. أكبر عقبة في هذا الحدث هو كيف تقوم بإقناع المدارس للحضور.

بالنسبة للكثير من المدارس، كان الوصول إلى المساعد الشخصي لمدير المدرسة أصعب من الوصول للمساعد الشخصي لعميد كلية هارفارد للأعمال! (ثق بي، حاولت البارحة ووصلت مع المكالمة الأولى).

“إذا اهتممنا سنقوم بإعلامك، ان لم يكن فلن تسمع منا”

“لابد أن تفهم أننا نحصل على آلاف الدعوات كل يوم وأحتاج للترشيح وتقرير أي الدعوات سيقوم المدير بالاطلاع عليها.”

صدمة حقيقية.

التجربة جعلتني اشعر بالقلق حيال وجود ابنتي الصغيرة في بيئة حيث أن أبسط معاني التأدب غير موجودة. هل هذه “مؤسسات تعليم” مخصصة لتعليم أجيالنا في المستقبل أم أنها مشاريع تملأ دفتر الطلبات ثم هي لا تعبأ بأي شيء آخر؟

في عالم تحاول فيه الشركات أن تتركز على العميل بشكل متزايد، بعض المدارس الرئيسية في الإمارات تقوم بالعكس!

ليس جميعهم سيئون. بالتأكيد هناك الكثير من المدارس نجحت في تقديم تجربة مختلفة تماما. سيكون من دواعي سرورنا استضافة 4 مدارس مختلفة حققت مستوى من المنهجية والانفتاح والمشاركة التي يتمناها المرء من مؤسسة تعليمية – كانوا ودودين، سعداء بالتواصل معنا وقبلوا أن يكونوا جزءً من النقاش حول عملية التقديم – وهذه إشارة على الالتزام والشفافية تجاه أولياء الأمور. تلك هي مدرسة جميرا الابتدائية، مجموعة مدارس جيمس GEMS، مجموعة “التعليم” ومدرسة هوريزون دبي.

هذا يعد بأن يكون النقاش مثيرا جدا للاهتمام … ونأمل أن يوفر منصة جيدة للبدء في معالجة بعض القضايا الأوسع نطاقا وتظهر الطريق الصحيح إلى الأمام.