هل سمعت حكاية موظف مبيعات التمويل الذي لن يتمكن من تعليم ابنه الشهر المقبل إن لم تشترك بالبطاقة الإئتمانية التي يسوّقها؟ أو ذاك الذي سيفقد وظيفته إن لم تأخذ قرضاً شخصياً لأنه لم يحقق هدف المبيعات المطلوب منه منذ عدة أسابيع؟

بعض موظفي المبيعات مستعدون لأن يسردوا لك أي قصة أليمة إذا عنت بأنك قد تبتاع منتجاً آخر من منتجات التمويل الشخصي. لماذا؟ لأنه يتقاضى عمولته، وبالتالي فإنّ دخله الشهري يرتفع مع كل عملية بيع يقوم بها. وإذا حقّق هدف المبيعات المطلوب منه، فإنه يتقاضى مبلغاً أكبر من المال.

لذلك، هل يخدعك بقصصه الحزينة؟

ربما، وربما لا. فبعض موظفي المبيعات قد يحاولون خداعك، ولكن العديد منهم يبتعدون عن الغش والخداع.

أهم ما في الأمر هو أن تبقى يقظاً، فقد يكلمك فريق مبيعات البنك الذي تتعامل معه، أو قد يكلمك فريق مبيعاتٍ من بنكٍ آخر إذا كان لدى البنك قاعدة بيانات تحوي رقمك. حيث سيعرضون عليك قرض سيارةٍ مذهل، وبطاقةً إئتمانيةً رائعة، ومعدل فوائدٍ على قرض شخصي لا يُضاهى…إلخ.

قد تبدو لك صفقةً عظيمة، ولكن عليك أن تسأل نفسك إن كانت فعلاً كذلك قبل أن تقبل العرض. فإن كان العرض عبارة عن بطاقة إئتمانية من دون رسوم سنوية فذلك عظيم، ولكنها لمتى تبقى معفية من الرسوم؟ فقد تجد نفسك تدفع رسوماً سنويةً باهظةً في غضون عام.

وإن كان قرضاً، فما هو معدل الفائدة أو الربح؟ قد يبدو منخفضاً، ولكن عليك أن تعرف ما إن كان متناقصاً أم ثابتاً. فثمة فرق بينهما، حيث أنّ أحدهما سيكلفك أكثر من الآخر.

كما عليك أن تتجنب إبتياع منتجات أنت لست بحاجةٍ إليها. فقد يضيف موظفو المبيعات الماكرين منتجاً آخر حين تقوم بتوقيع الأوراق للحصول على منتجٍ جديد. لنقل أنك تريد بطاقةً إئتمانيةً واحدة بسقف 40.000 ريال سعودي تقدم لك مكافآتٍ تتمثل بالأميال الجوية. وحين تقوم بالتوقيع، يقوم الموظف بدس بطاقةً إئتمانيةً عادية لك بسقف 8.000 ريال سعودي قائلاً لك أن تستخدمها للتسوق عبر الإنترنت من أجل حمايتك من الإحتيال.

قد تبدو فكرةً سديدة، ولكنك ستضطر إلى دفع رسوم البطاقة السنوية حتى وإن لم تستخدمها؛ أي أنها تكلفك مالاً وتعود عليه بالمال لأنه باعك بطاقتيْن عوضاً عن واحدةٍ فقط.

فإذا وردتك مكالمة ترويجية لمنتجٍ لا تريده، تمسك بموقفك، قم بالرفض بشكلٍ قاطعٍ، ولا تشعر بأنك تحت الضغط. فهو بحاجةٍ إلى توقيعك أكثر من حاجتك إلى بطاقةٍ ائتمانيةٍ أو قرضٍ جديد.

أما إن كنت تريد منتجاً تمويلياً وكلّمك موظف مبيعات ليعرض عليك المنتج الذي تريد تماماً، أطلب منه أن يكلّمك في وقتٍ آخر لكي تسنح لك مقارنة عرضه بالعروض الأخرى؛ فدائماً من الأفضل مقارنة جميع الخيارات المتوفرة في السوق قبل الإقبال على شراء أي منتج.