تُعد عملية البحث عن مصادر التمويل اللازمة لتطوير وإنماء المشاريع هي أصعب ما قد يواجه مؤسسي الشركات والأعمال الصغيرة والمتوسطة.

تُمثل المشاريع والأعمال المتوسطة والصغيرة نسبة 92% من الشركات المُسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تثمثل سوى 3% فقط من إجمالي القروض الممنوحة من البنوك.

هذه النسبة تسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها مؤسسي الأعمال والمشاريع المتوسطة والصغيرة في إيجاد التمويل اللازم عند محاولتهم الإستعانة بالمصارف لتنفيذ خطط أعمالهم، الأمر الذي يطرح تساؤلاً هاماً، ما هي الخيارات المتاحة للتمويل بعيداً عن خيار الإقراض المصرفي التقليدي؟

المدخرات الشخصية والعائلية

الخيار الأول هو مدخراتك الشخصية والعائلية، هل يُمكنك تمويل مشروعك بنفسك أو بالإعتماد على عائلتك؟ يُمكنك اعتماد هذا الخيار في حالة ما إذا كان المشروع منخفض التكاليف أو في مراحل التشغيل الأولى، حيث يُعد هذا الخيار الأداة المثالية لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع، ولكن تحتاج أولاً إلى إجراء تقييم مبدأي للتكاليف المتعلقة ببدء التشغيل لضمان كفاية السيولة النقدية المتاحة.

البحث عن مستثمر

استخدام الأموال والمدخرات الشخصية والعائلية قد يُمثل خياراً كارثياً للبعض، لذلك يتجهون إلى البحث عن مستثمر ليقوم بتمويل المشروع. يسعى المستثمر إلى استثمار أمواله في تمويل المشاريع والأعمال التي تُمثل فرصة مربحة بالنسبة له، ولأنه يغامر بأمواله الخاصة، يضع دائماً حداً لحجم الأموال التي ينفقها في سبيل هذا الاستثمار، وغالباً ما يفضل معظم المستثمرون بشكل عام استثمار أموالهم في المراحل الأولى للمشاريع والأعمال المتوسطة والصغيرة. بالإضافة إلى ضخ رأس المال اللازم لبدء وتنمية المشروع، يُمكنك الإستفادة أيضاً من خبراتهم واتصالاتهم في تنمية وتطوير المشروع.

[قارن تمويل الأعمال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة | قارن تمويل المعدات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة]

رأس المال المجازف

يُعد ذلك الخيار الأكثر ملائمة لأصحاب المشاريع والأعمال المتوسطة والصغيرة،  حيث البحث عن رأسمالي مجازف  لتمويل مشاريعهم. تعني هذه العملية بقيام شركة ما باستثمار مباشر في شركة خاصة باستخدام أموال آخرين، ويزيد حجم رأس المال بتقديم عرض للمستثمرين ينطوي على شرائهم لحصة من أسهم الشركة. في هذه الحالة، يحص الرأسمالي المجازف على النصيب الأكبر من المخاطرة وكذلك الحصة الأكبر من رأس المال اللازم للاستثمار. عادةً ما يفضلون الاستثمار في الشركات المستقرة والتي تتمتع بوضوح مفهوم العمل الخاص بها، كذلك قد يطالب الرأسمالي المجازف بمقعد في مجلس الإدارة.

يوجد العديد من الشركات التي قامت بالفعل بتنفيذ عمليات شراء واستثمار في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة منها شركة Hummingbird Ventures (الموقع بالإنجليزي) البلجيكية ومقرها أنتويرب، والتي قامت  بضخ استثماراتها في كل من MarkaVIP و CicekSepeti (الموقع بالتركي)، وكذلك سوق المال – Souqalmal.com. أيضاً، قامت شركة Rocket Internet (الموقع بالإنجليزي) الألمانية ومقرها في برلين بضخ العديد من الاستثمارات في المنطقة من خلال namshi.com على سبيل المثال. وهناك Wamda المدعوم من قِبل شركة Abraaj Capital والمكون من مجموعة من رواد الأعمال والمستثمرين، والتي يهدف برنامجها إلى توفير التمويل والخبرات اللازمة والإرشاد والتوجيه لتطوير المشاريع.

التمويل الجماعي (التمويل التشاركي)

يُعد التمويل الجماعي أو التشاركي النهج الأكثر تطوراً وحداثة في مجال تمويل المؤسسات والمشاريع، ويعني بتحصيل وجمع مبالغ صغيرة من عدد كبير من المساهمين بغرض تمويل المشروع – عادة ما يحدث ذلك بواسطة شبكة الإنترنت. بالنسبة للممولين، قد يكون عامل الجذب هو ما سيحصلون عليه من أرباح أو مجرد نسبة الأسهم في الشركة للمساعدة على تمويلها في بعض الأحيان. بالنسبة لصاحب المشروع، فقد تكون تلك أسرع وسيلة ممكنة لتمويل المنتجات أو الخدمات الخاصة بالمشروع، الأمر الذي من شأنه المساهمة في تمويل خطة توسعية شاملة للمشاريع المتوسطة والصغيرة.

يوجد بالفعل عدد من المواقع الإقليمية العاملة في مجال التمويل الجماعي (التمويل التشاركي)، والتي تعمل على إيجاد همزة الوصل بين المستثمرين ورواد الأعمال، مثل موقع Yomken.com الذي يستهدف أصحاب المشاريع الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر في مجال الصناعات منخفضة التقنية في العالم العربي؛ وموقع Aflamnah.com الإماراتي والذي يُمثل منصة تمويل ودعم للمبدعين في المجتمع العربي، وموقع Eureeca.com (الموقع بالإنجليزي) والذي يعمل على تحصيل وجمع التمويل من المستثمرين والأفراد على مستوى العالم مقابل الحصول على حصة في المشاريع التي يقوم بتمويلها.

[قارن حسابات المشاريع الصغيرة والمتوسطة | قارن بطاقات الإئتمان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة]

حاضنات الأعمال وبرامج تسريع نمو الأعمال

تستهدف حاضنات الأعمال المحلية والبرامج تسريع نمو الأعمال هؤلاء الذين يبحثون عن جدولاً زمنياً متكاملاً من الإرشاد والدعم المالي – حيث تهدف هذه البرامج إلى دعم المشاريع والمؤسسات والشركات الناشئة في مرحلة مبكرة من إنشائها، ويُمكن لهذه النوعية من المشاريع والأعمال التقدم للالتحاق بهذه البرامج في فترات التشغيل والتأسيس الأولى لها. وفقاً لنوعية المشروع، تعمل حاضنة الأعمال على توفير جميع العناصر اللازمة بدءاً من استئجار المكان المناسب لإدارة المشروع والمعدات والتقنيات اللازمة للبدء في الخطوات الفعلية لتشغيل المشروع. غالباً ما تنضم مجموعة من الشركات تحت سقف واحد، إلا أن الفكرة هي توفير حاضنة الأعمال لكافة العناصر اللازمة لتغذية وإنماء هذه المشاريع.

تُدار حاضنات الأعمال من قِبل القطاع الخاص أو الحكومي، ومعظمها لا يهدف إلى الربح. في الإمارات العربية المتحدة توجد بعض البرامج المشابهة التي يُمكن الإستعانة بها ومنها برنامج حاضنة الأعمال وتسريع نمو المشاريع DP World TURN8 ومقره في دبي، ويهدف إلى تشجيع الإبتكار في الإمارات.

بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من المبادرات الحكومية التي تستهدف المجتمع المحلي الإماراتي، وتقدم برامج مختلفة ومتنوعة لتمويل ودعم المشاريع. يقدم برنامج انطلاق للمشاريع المتوسطة والصغيرة في دبي فرصة الحصول على التمويل اللازم للمشاريع بالإضافة إلى الدورات التدريبية والخدمات الإستشارية القانونية والفنية والمالية.أيضاً، فقد تم إنشاء صندوق خليفة لتطوير المشاريع في أبوظبي عام 2007 للمساعدة في تطوير المشاريع المحلية في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك تقديم الدعم والتمويل والتدريب اللازم لهذه المشاريع.