أظهر آخر استطلاع قام به برنامج ريالي للوعي المالي المقدم من مجموعة سدكو القابضة بالتعاون مع موقع “سوق المال.كوم” حول القروض الاستهلاكية للأفراد في المملكة العربية السعودية، بأن أكثر من 70% من المشاركين حصلوا على برامج تمويلية منذ بداية عام 2016. وهذه النسبة تشير إلى أن غالبية المشاركين يتخذون من الاقتراض وسيلة رئيسية لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم المالية.

كما أظهرت النتائج  أن حوالي 90 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، سعوا للحصول على تمويل شخصي دون غيره وذلك لتميز التمويل الشخصي بالمرونة مقارنة بباقي منتجات التمويل. وتتعدد الأغراض والحالات التي يلجأ فيها الفرد إلى طلب تمويل شخصي مثل سداد الديون أو تغطية تكاليف الإجازات والسفر وتمويل احتياجات التعليم أو تغطية تكاليف حفلات الزفاف أو تلبية احتياجات طبية ومالية مؤقتة أو انتهاز فرص استثمارية تحتاج لسيولة وغيرها.

وأوضحت البيانات أيضاً أن أكثر من 40 بالمئة من المشاركين الذين حصلوا على تمويل شخصي، أنفقوا مبلغ التمويل في سداد ديون سابقة، يليها حوالي 37 بالمئة أنفقوها في تغطية تكاليف المعيشة، مما يدل على سوء إدارتهم المالية أو التمتع بمستوى معيشي أعلى من قدراتهم المالية والاستمرار في الاقتراض أملاً في التخلص من الديون والحصول على أسلوب حياة أفضل، إلا أن الأمر ينتهي بزيادة تراكم الديون نتيجة للتكلفة المرافقة لكل تمويل. فسداد الدين بالدين قد يجعل الأفراد داخل دائرة الديون دون حل.

[موضوع ذات صلة: 10 خطوات قبل الحصول على قرض شخصي]

كما أبدى أكثر من35 بالمئة من المُقترضين المشاركين في الاستطلاع عن عدم تحقيق أهدافهم المنضوية تحت طلبهم للتمويل بل زادت أعبائهم المالية. وهذا يرجع إلى تعاملهم الخاطئ مع المنتجات التمويلية، حيث أن الاقتراض لا يجب أن يكون من أجل الاستهلاك وإنما للانتاج وفي الحالات الضرورية فقط. فعلى سبيل المثال: لا داعي لطلب تمويل لتغطية نفقات السفر، إن لم يكن السفر ضروري.

ومن جانبها علقت السيدة أمبرين موسى، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع سوق المال.كوم، قائلة: “على الرغم من الدعم الذي تقدمه الهيئات والمؤسسات الحكومية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلا أن نتائج الاستطلاع أظهرت نسبة ضئيلة من المشاركين الذين تمكنوا من تمويل أعمالهم الخاصة. قد يكون ذلك نتيجة لعدم فهم المتطلبات والإجراءات اللازمة للحصول على دعم مالي حقيقي، فمثلا قد تطلب جهة التمويل خطة عمل للمشروع الذي يحتاج إلى تمويل أو حتى تقرير مالي وغيرها من المستندات التي تحتاج إليها لتقييم درجة المخاطرة التعامل الائتماني مع المشروع.”

وفي معرض تعليقه على هذه النتائج، قال عمرو باناجه نائب الرئيس للتسويق والمسؤولية المجتمعية بمجموعة سدكو القابضة: “يرى بعض الأفراد أن الاقتراض هو أحد الحلول المالية السحرية التي ستعالج أزمتهم المالية أو تغطي نفقاتهم، ولكن في حقيقة الأمر الاقتراض هو حل مالي مؤقت ومُكْلف في نفس الوقت؛ حيث يلزم سداده لاحقاً بالإضافة إلى الرسوم والفوائد المرتبطة به. فمن لم يستطيع إدارة شؤونه المالية بطريقة متوازنة، ستتراكم عليه الديون والقروض التي لا تنتهي.”

ومن هنا يأتي دور كل من برنامج “ريالي” للوعي المالي وموقع “سوق المال.كوم” في تنمية الثقافة المالية لدى الأفراد في السعودية حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات صحية بشأن خياراتهم المالية.”