حدثينا عن تفاصيل خلفيتك الدراسية و العملية قبل العمل مع CNBC عربية؟

أنا خريجة إعلام (إذاعة و تلفزيون) من جامعة الإمارات و دخولي للمجال الإعلامي كان بمحض الصدفة. لأنني كنت أدرس اقتصاد و إدارة أعمال و لكن قررت أن أحول لمجال الإعلام بسبب إصرار عميد الكلية لدخولي عالم الإعلام و من هنا كانت أول خطوة لي في هذا القطّاع.

و لكن تدرجت بخطواتي في هذا المجال حيث بدأت كالمبتدئين في مجال الإذاعة، و كانت الإذاعة عشقي لأنها كانت تحدي كبير لي لتوصيل رسالتي لأكبر عدد ممكن من الناس عن طريق صوتي فقط. و كانت الوظيفة الشاغرة في مجال الاقتصاد و هنا بدأت مسيرتي في الدمج ما بين الإعلام و الاقتصاد. و بعدها حصلت على فرصة عمل في قناة CNBC عربية.

ماذا أضاف لك حصولك على لقب “أفضل مذيعة اقتصادية” للعامين السابقين على التوالي؟

في الحقيقة، هذا اللقب لم أحصل عليه بسهولة فأنا حصلت عليه من مصر لأنني أغطي السوق المصري بكثافة و في ظل المنافسة في الإعلام المصري القوي تم ترشيحي للحصول على هذا اللقب و هذا بحد ذاته شهادة لي.

ما هي المبادئ التي يجب أن تتحلى بها الامرأة العاملة للتميز و الوصول لهدفها؟

الإرادة مهمة جداً بكافة المجالات، و يجب أن يكون لديها ثقة بالنفس و حب التحدي للوصول للهدف. على مدار 14 سنة لقد واجهت العديد من الصعوبات و لكني واجهتها بالإيمان القوي للوصول.

من المهم جداً أن تحبي عملك لأنك إن لم تحبيه فسينعدم مجال إبداعك فيه. و إذا لم تسنح لك الفرصة للعمل في المجال الذي تحبيه، فاعملي مؤقتاً لتصلي لما تحبيه.

“حبك لعملك هو سر وصولك.”

“المفاتيح الأربعة لتحقيق النجاح: الإرادة، الثقة بالنفس، التحدي، و الإيمان.”

أنت أول وجه ومذيعة اقتصادية ظهر على قناة CNBC الناطقة بالعربية ووجود إعلاميين اقتصاديين قليل جداً ماهي رسالتك لمن يريد ان يكون إعلامي اقتصادي؟

ندرة الإعلاميين الاقتصاديين مشكلة. فمن السهل وجود إعلاميين و لكن من الصعب وجود إعلاميين متخصصين اقتصادياً. بحكم أن خلفيتي إعلامية و تجربتي اقتصادية فرسالتي هي القراءة و المتابعة و التحليل. من المستحيل أن يقوم المذيع الاقتصادي بالظهور التلفزيوني من دون تحضير، لأن المشاهد سريع البديهة و نحن نخاطب فئة من المستثمرين و رجال الأعمال أي على مستوى علمي و ثقافي عالي جداً. و يجب على الإعلامي الاقتصادي أن يكون في كامل الدقة خاصةً أنه يتعامل مع الأرقام و يجب أن يكون يتفادى الأخطاء المهنية.

“رسالتي لكل من يطمح أن يكون إعلامي اقتصادي هي القراءة و المتابعة و التحليل.”

“الخوض في المجال الاقتصادي يمنحك رؤية اقتصادية استثمارية ليس فقط في المجال العملي بل على الصعيد الشخصي أيضاً.”

ما هو تحليلك للأسواق العربية بشكل عام و السعودية بشكل خاص؟

المرحلة التي نمر فيها حالياً تعتبر من أصعب المراحل من خلال متابعتي طوال السنوات الماضية. يشهد العالم تقلبات عالمية في الأسواق و أسعار النفط أثّرت على كل الاقتصادات العالمية. أما بالنسبة للسوق السعودي، كما يقال من “رحم الأزمات تولد الفرص” و السوق بظل أزمته و تراجع أسعار النفط و العجوزات التي شهدتها السعودية تأثراً بأسعار النفط كونها أكبر مصدر للنفط، و أتت رؤية 2030 و التي أقرها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و كانت بمثابة طوق الإنقاذ بالنسبة للسعودية و قد يكون الحل الأشمل الذي قد تتّبعه دول الخليج الأخرى. و تعد هذه المرحلة فترة هامة جداً على صعيد التحول الاقتصادي التي ستواجه تحديات كبيرة أيضاً و لكن الاقتصاد السعودي مبني على أسس قوية بالاحتياطات التي موجودة في الأصل.

كما ذكرت، جاءت رؤية 2030 كطوق النجاة التي تحط عليه الشركات كل آمالها من خلال عملية التطبيق. فالسوق السعودي يعمل على إصلاحات إيجابية جداً و تعود بالنفع على المملكة، مثل فتح الباب للأجانب للاستثمار في السعودية و فتح المجال في قطاعات أخرى مثل قطاع التجزئة و قطاع الدراسات الهندسية و غيرها الكثير من التحولات و التي تعد لصالح السوق السعودي.

“رؤية 2030 تعد طوق النجاة للسعودية.”

الفترة التي نمر بها الان مليئة بالتحديات الإقتصادية والتقلبات في أداء الأسواق، فما هي نصيحتك للمستثمر الفرد ليكون جاهزاً لخوض غمار الأسواق؟

يجب أن يتحلى المستثمر في القراءة التحليلية الصحيحة و عليه أن يتابع المحلل الأكثر دقة، و خاصةً في فترة التقلبات، يتم طرح العديد من الآراء بالنسبة للسوق. بالطبع على المستثمر أن يكون مطّلع على الشركة التي سيستثمر بها و أداءها و مستقبلها، فهناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في تحديد دخوله للسوق بجانب متابعة السوق و تحديد مدى جاهزيته لخوض غمار السوق في هذا الوقت. إذا أردت أن تكون مستثمراً فعليك أن تكون مستثمر طويل الأجل، و بالوقت الراهن يجب أن تكون على دراية تامة بحالة الأسواق قبل خوض غمار الاستثمار، و إن لم تكن لديك الخبرة في الأسواق فمن المرجح أن تقوم باستثمار في قطاعات أخرى.

“المضاربة قصيرة الأجل لن تعود على المستثمر بالأرباح المرجوة.”

“أهم النصائح للمستثمر: القراءة و التحليل و طلب النصيحة من أهل الخبرة.”

أحد المواقف التي مررت بها على شاشة CNBC؟

للأسف تحصل الأخطاء  و المواقف المحرجة مع الضيوف، و خلال برنامجي و الذي هو بث مباشر و بجانبي مذيعة أخرى التي تم الطلب منها أن تبدأ بالترحيب بضيف الحلقة، فقامت بترحيبه مع ذكر الاسم و لسوء الحظ أنا كنت أراجع أوراقي و المعلومات و فجأة عندما رفعت رأسي و وقع نظري على الضيف عرفت أنه ليس ضيف فقرتي و بكل هدوء قال الضيف أنا لست هذا الشخص و لم آتي للتحدث بهذا الشأن و لحسن الحظ تداركنا الموقف و أكملنا الحلقة.

منذ سنوات حدث معي موقف محرج أيضاً، كنت أقدم فقرتي و التي يملؤها زخم من المعلومات الاقتصادية و كان هناك عطل فني فتضاربت الخطوط عبر الستالايت. فالمذيع قال للضيف: “يبدو أن هناك مشكلة في الموانئ و صيد الأسماك..” فرد الضيف: “أسماك؟ أسماك شو؟ زبيدي ولا تونا؟ أنا لست هنا لأناقش الأسماك.. أنا هنا لأتكلم في الاقتصاد!” و تم الاعتذار للضيف بسبب الخطأ و لكن هذا الموقف لن أنساه في حياتي.

“ردة الفعل في مثل هذه المواقف تكون عفوية إما تنقذك أو تحرجك.”