قد يضطر البعض للتخلي عن وظائفهم لعدم الرغبة في الالتزام بدوام كامل أو لكثرة الضغوط الناتجة عن طبيعة العمل أو لإغلاق فرع الشركة المتواجد في المدينة أو لغيرها من الأسباب. هذا الأمر قد يعرض الشخص وعائلته لبعض الضغوط المالية كتأمين مستلزمات الحياة الأساسية والاستمرار في دفع أجرة المنزل أو أقساط تمويل السيارة أو الرهن العقاري وفواتير خدمات المرافق أورسوم التعليم للأبناء وغيرها، فكيف يمكن الاستعداد لمثل هذا السيناريو؟ وهل هناك استراتيجية للتعامل مع مثل هذا الموقف في حال البقاء دون وظيفة أو راتب شهري لفترة طويلة؟.

5 خطوات تساعدك على إدارة أمورك المالية في حال عدم وجود راتب شهري ثابت

1. إدارة النفقات

العيش بدون وجود وظيفة بدوام كامل ودخل ثابت يفرض أسلوباً معيناً من الحياة لجهة الإنفاق، إذ أن الإنفاق يجب أن يتماشى مع صعود وهبوط الدخل، لذلك يجب التحكم في النفقات على هذا الأساس. والقاعدة المهمة هنا هي العمل على خفض النفقات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة بقدر المستطاع، لمواجهة أي تراجع محتمل في الدخل خلال الشهر. الاقتصاد في الإنفاق لا يعني أن يحرم الشخص نفسه وعائلته من المستلزمات الأساسية والضرورية في الحياة، فكل ما هو مطلوب هو تعلم كيفية إدارة الإنفاق.
[مقالات ذات صلة: 6 تغييرات في نمط الحياة تساعد على توفير المال]

2. تنويع مصادر الدخل

كما هو معروف درهم وقاية خير من قنطار علاج. امتلاك العديد من مصادر الدخل يشكل عاملاً فعالاً للحماية، لأن فقدان أي منها لن يكون له تأثير سلبي مباشر على الإنفاق، إذ يمكن تعويضه خلال فترة قصيرة وبالتالي امتصاص الصدمة دون الشعور بأي خلل. يمكن تنويع مصادر الدخل من خلال العمل في مجال الترجمة أو كتابة المحتوى للمواقع الإلكترونية أو إنشاء مدونة أو الاستفادة من أحد الأصول من خلال تأجيره، أو الاستثمار في الصناديق أو أسهم الشركات أو السندات أو العمل في مجال تقديم الاستشارات من خلال الاستفادة من الخبرات المهنية السابقة، أو تأسيس مشروع تجاري صغير يدرالأرباح وغيرها الكثير. كلما تنوعت مصادر الدخل كلما قل التأثير السلبي الناتج عن توقف الدخل المحقق من أحد هذه المصادر.

  3. امتلاك رصيد جيد في الحساب المصرفي

يعتبر التحوط المالي من أفضل الطرق للمحافظة على توازن المستوى المعيشي، ويكون ذلك من خلال الاحتفاظ برصيد في الحساب المصرفي يكفي لتغطية مستلزمات الحياة الأساسية لعام أو عامين على الأقل، وبهذه الحالة لن يكون هناك مشكلة كبيرة في حال هبوط الدخل لأن الرصيد المتاح سيعمل على تغطية الخلل، ولكن بالمقابل يجب تعويض النقص لمجرد عودة الدخل للصعود أو ضبط الإنفاق كما أسلفنا في حال استمرار الانخفاض.
[قارن بين الحسابات المصرفية لدى البنوك السعودية]

4. الابتعاد عن الديون السيئة

الديون السيئة هي اقتراض المال بغرض شراء المواد الاستهلاكية أو المقتنيات أو المستلزمات التي لا تحسن الوضع المالي، بينما الديون الجيدة فهي اقتراض المال بهدف تحقيق دخل إضافي، كالاقتراض للتسجيل في دورات تدريبية أو إكمال الدراسة لتحسين المهارات وبالتالي زيادة فرص العمل بأكثر من مجال وبالتالي تحقيق المزيد من الدخل، أو الاقتراض لشراءعقار بهدف التخلص من دفع الإيجار.

5. إعداد خطة للطوارئ

يجب أن يكون قرار ترك الوظيفة أو أي عمل بدوام كامل يساهم بجزء كبير من الدخل مدروساً بعناية. والأمر الإيجابي هنا هو إمكانية تأجيل مثل هذا القرار في حال تبين أنه سيحدث خللاً كبيراً، ولكن ماذا لو وقعت خسارة الوظيفة لسبب خارج عن الإرادة وفي وقت غير متوقع؟ فهل تم وضع خطة مسبقة لمواجهة هذا المأزق؟ إذا كانت الإجابة نعم فهذا عمل رائع، ولكن ماذا لو كانت الإجابة “لا”؟ الغرض من طرح هذا السؤال هو إظهار مدى فداحة الموقف إذا كانت الإجابة “لا” فالأمر ليس بسيطاً والتعامل معه لن يكون سهلاً فهو يحتاج لآلية مسبقة حتى يستطيع الشخص الصمود في مثل هذا السيناريو. لذلك من الضروري جداً وضع خطة للطوارئ لمواجهة مثل هذا الاحتمال، فوجود بعض المدخرات أو الأصول المعدة للبيع أو التأجير في مثل هذا السيناريو بغرض تحقيق دخل إضافي يساعد على تخفيف الضغوط الناتجة عن توقف أحد مصادر الدخل المؤثرة، بل ويمكن أن يشكل مخرجاً للأزمة.

يشكل استقرار الدخل العامل الأول في الشعور براحة البال وتحقيق التوازن المالي، لذلك ففي حال عدم وجود وظيفة بدوام كامل ودخل ثابت من المهم جداً التأقلم مع هذا الواقع والاستعداد الجيد لكل احتمالاته، فوجود خطة طوارئ و ادخار مبلغ محدد من المال والبحث عن مصادر للدخل تكفي لتغطية الخلل الناتج عن توقف الراتب الشهري الثابت يخفف كثيراً من الضغوط االمالية والسيطرة على الوضع دون اللجوء إلى الديون.