إن نظام الحماية والرعاية الذي تقدمه الأسرة بما فيها ذلك الرعاية المالية الكاملة حتى وقت متقدم من عمر أبنائهم يعبر عن مشاعر مليئة بالدفء والترابط الأسري، إلا أنه قد يحمل بعض الانعكاسات السلبية على شخصياتهم إذ يؤخر لديهم الشعور بالاستقلالية ويحد من  قدرتهم  على إدارة مواردهم المالية الشخصية بأنفسهم، وبالتالي فهم ليسوا مهيئين لاتخاذ قرارات مالية صحيحة عندما ينتقلون للعيش بعيداً عن العائلة سواء بغرض الدراسة أو الزواج أو غيره.

كيف تشجع أبنائك على إدارة نفقاتهم بنجاح؟

  1.  المال هو مورد محدود مهما بدا لهم غير ذلك

    التساهل في تلبية الطلبات دون تردد ينسي الأبناء معنى أن المال لا يتجدد باستمرار من تلقاء نفسه إلى الأبد، فهم يشعرون دوماً بوجود المال الذي يمكنهم الاعتماد عليه في أي وقت و هذا يجعل الأمر ضبابياً لديهم و يعيق فهمهم لأهمية التصرف بحكمة فيما يملكونه و يزيد احتمالات الفشل في اتخاذ القرارات المالية الصائبة فيما بعد.

  2. التفريق بين الحاجات والرغبات

    يجب تنمية قدرة الأبناء على التمييز بين حاجاتهم و رغباتهم. حين يتعلق الأمر باتخاذ القرار الشرائي، فتلبى الحاجات أولا و من ثم الرغبات بحسب الموارد والأهداف والأولويات الشخصية.

  3. فهم طبيعة العلاقة بين المال و المشاعر المختلفة

    إن فهم علاقة المال بالعواطف كالسعادة و القلق و الحزن و غيره  يزيد من قدرة أطفالك على فهم أنفسهم و دوافعهم و بالتالي يرفع لديهم الميل إلى الإنفاق الواعي والمنضبط بدلاً من الإنفاق العشوائي.

  4. كن أنت القدوة في إدارة النفقات بنجاح

    اصطحبهم إلى المتاجر ومراكز التسوق و ساعدهم في التعرف على أسس اتخاذ القرار الشرائي و كيف تحصل على القيمة المثلى في مقابل السعر، و كيفية مقارنة السلع و الاستفادة من أوقات التخفيض و استغلال نقاط المكافآت أو كوبونات الخصومات.

  5. أروي لهم مواقفك المالية

    كم هو مفيد و مسلٍ أن تحكي لأبنائك كيف تعاملت مع المال في عمرهم، و ما هي العقبات التي واجهتها وتخطيها بنجاح و كيف تعاملت مع أخطائك المالية و تعلمت منها الدروس.

  6. دعهم يشاركون في اتخاذ القرار المالي العائلي

    هناك الكثير من القرارات المالية التي يستطيع الأبوين مشاركة أبنائهم في صنعها كشراء سيارة جديدة أو الأجهزة الرياضية مثلاً ، ولكن ليس إلى الحد الذي يشعر فيه أبناؤك بالقلق وانعدام الأمان، إنما الهدف هو تنمية مهارات اتخاذ القرار و فهم تبعات أي قرار مالي يمكن أن تتخذه العائلة.

  7. ساعدهم في وضع ميزانية بسيطة

    ستتكفل هذه الخطوة بترتيب الأمور المالية في أذهانهم، من خلال تخصيص الدخل وهو المصروف لتلبية رغباتهم. هنا سيتعلم الأطفال بأن النفقات لا يجب أن تتعدى الدخل كقاعدة مالية وإلا فإنهم سيواجهون العجز، أن العمل على تقليل النفقات سيجعلهم سعداء بنجاحهم في تحصيل الفائض و يتعلمون كيف يوجهون هذا الفائض لخدمة أهدافهم المالية فيما بعد.

  8. علمهم كيفية الادخار

    اخبرهم كيف يشعرنا الادخار بالأمان المالي و يعيننا على مواجهة الظروف المتقلبة بخوف و قلق أقل، و كيف أن من شأنه أن يفتح فرصاً أمامهم و يجعلهم جاهزين لاقتناص أية فرصة استثمارية مهما بدت صغيرة ومتواضعة، كما يمنحهم الفرصة لشراء أشياء طالما تمنوها كجهاز لوحي جديد أو رحلة مع الأصدقاء أو ربما التوفير من أجل اول سيارة.

  9. شجعهم على اكتساب المال

    أن العمل بحد ذاته قيمة رائعة فكيف لو اقترن بكسب المال، سيتعلم الأبناء أن المال يكتسب بالجد و العمل و سيبحثون عن مكامن الطاقة والموهبة في أنفسهم لاستغلالها بالعمل، و سيمنحهم ذلك قدرا عالياً من الثقة في أنفسهم و يعلمهم تحمل المسؤولية والصبر وتقدير قيمة المال الذي يجنونه فيصبحون أوعى بطرق إنفاقه .

  10. علم ابنك كيف يكون شابا واثقاً

    مؤمناً بأهدافه يواجه ضغط الأصدقاء بذكاء و كيفية تجنب الإنفاق المندفع. فالقناعة أو أسلوب الأنفاق التي يتبناها ويؤمن بها تجاه أهدافه المالية ستبني حوله حصناً منيعاً ضد الضغوط الاجتماعية و المالية.