يشكّل الاقتراض حلّاً للأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء عند مواجهة أي مشكلة تخص بعض المتطلبات المالية أو ما شابه لكنّه ما يلبث في حالات عديدة إلّا أن يتحوّل إلى مشكلة أكبر من تلك المشكلة الأولى بمراحل، وهذا الأمر نتيجة حتمية لخلل ما في الخطوات التي لا بد من إتباعها بدقة ومراجعتها بصدق وتنفيذها بشكل واضح قبل وخلال عملية الاقتراض، فكثيراً ما يكون السبب وراء قرار الاقتراض غير كافي في مقابل ما سوف يعانيه المقترض في سبيل الالتزام بسداد هذا القرض كما أن عدم وجود خطة مالية محكمة لسداد القرض قد يعرّض المقترض لمشاكل تفوق إلى حد بعيد المشكلة التي تم بسببها اتخاذ قرار الاقتراض.

[قارن التمويل الشخصي في السعودية]

إضافة إلى ما سبق، يشكّل الغرض من الاقتراض منعطفاً مهمّاً فالاقتراض بغرض شراء الأصول التي تولّد أرباحاً فيما بعد أو الأصول القابلة للاستثمار قد تؤدي إلى الثراء فضلاً عن الاستقرار المالي بينما نجد أن القروض التي تكون من أجل شراء سيارة أو السياحة والسفر مثلاً قد تعرّض المقترض إلى مشاكل مالية ربما قد كان في غنى عنها خصوصاً إذا لم يتم دراسة عملية الاقتراض من جميع جوانبها.. فيما يلي تلخيص لأهم النقاط التي يجب إتخاذها في هذا الشأن:

  • محاولة تقييم مدى الحاجة إلى الحصول على قرض وذلك بالتأكد من ضرورة عملية التمويل بعد مراجعة جميع البدائل بأكبر قدر ممكن ليكون اللجوء للاقتراض هو آخر الحلول.
  • تقدير المبلغ الذي تحتاج إليه قبل أن تتوجّه إلى البنك بحيث يكون لديك رؤية شاملة بخصوص السيولة المالية التي تحتاج إليها في واقع الأمر، وأفضل طريقة لتحديد ذلك هي إعداد تخطيط شهري لتدفق الأموال، ويُنصح بتحديد المبلغ الذي تحتاج إليه وطريقة استخدامك له قبل التوجّه للبنك.
  • معرفة حدود المبلغ الذي يمكن اقتراضه بناءً على الأصول المستخدمة كضمان فالبنوك عادةً تقوم بتقييم الأصول التي يملكها الفرد بصورة تقل عن القيمة التي يتوقعها، ثم تقدّم نسبة معيّنة من قيمة الأصول كقرض وذلك لتقليل حجم المخاطرة في عملية الإقراض.
  • التأكّد من أن لديك السيولة الكافية لسداد القرض وفي حال طلب منك البنك تقديم خطط مالية خاصة بك، فيجب عليك أن تتأكد من إدراج خطة سداد الدين الخاصة بك في الأوراق التي ستقدمها إلى البنك بهذا الخصوص.
  • ضمان دفعات السداد بشكل دقيق لتجنب أي تأخير قد يترتب عليه غرامات أو زيادة في الفوائد، والاستغلال الأمثل للقرض ومحاولة توفير مبلغ يمكن استغلاله في سد احتياج آخر.
  • تحديد ما إذا كان القرض من أجل بعض النفقات الروتينية أم لا، فعندما يكون من أجل نفقات روتينية فإنك ستحصل على مزيد من العائدات من القرض لبعض الوقت لكنك قد تجد نفسك في نفس المنطقة بعد 3 أو 6 أشهر من الآن وعوضاً عن ذلك، يتعيّن عليك وضع الأموال المقترضة في الجوانب التي ستدر عليك عائدات مع مرور الوقت وتساعد في خفض احتياجات الاقتراض مستقبلاً.
  • الإطلاع على سجلك الائتماني حيث أن الجهة التي تقدم القرض ستقوم في الغالب بفحص نشاطاتك وأعمالك، وسجلك الائتماني سيكون الحكم الأخير بخصوص ما إن كنت ستتحصل على القرض أم لا.
  • وضع خطة بديلة لأي سبب غير اعتيادي قد يعرقل سداد الدفعات المستحقة، والاستعانة بأصحاب الخبرة في الحالات الطارئة وعدم التسرع في إجراءات إعادة الجدولة.
  • معرفة سياسة الجهة التي تقدم القرض في حالة الوفاة لتحديد أفضل طريقة توفر بها الحماية للأسرة من أي ملاحقات حيث قد يتسبّب عدم سداد القرض بإلحاق أضرار بباقي أفراد العائلة.