تعد عملية البحث عن مصادر التمويل اللازمة لتطوير وإنماء المشاريع هي أصعب ما يواجهه مؤسسي الشركات والأعمال الصغيرة والمتوسطة، فمعظم مصادر التمويل تتطلب ضمانات أو نسبة على المبلغ المطلوب للتمويل كالقروض البنكية التي تشترط الكثير من الضمانات و أيضاً تشترط سداد قيمة التمويل في وقت محدد بفوائد معينة وقد يكون ذلك بمثابة ثقل كبير على المشروع أو الفكرة الاستثمارية في بداية مشوارها، كما أن البنك ليس له أي علاقة بتحمل مخاطر عدم نجاح المشروع.

هنا يأتي دور أصحاب رأس المال المجازف الذي يكتفي فقد بإيمانه بالفكرة و أهدافها من خلال دراسات جدوى للمشروع ويصبح شريكاً لصاحب الفكرة برأس المال.
فمثلاً عند ابتكار أحد الطلاب في الجامعة أو أحد المراكز البحثية فكرة استثمارية جيدة وذات ربحية ومستقبل واعد ولكنها تحتاج إلى رأس مال، فهنا يظهر المستثمر ليستثمر برأس المال كشريك حتى تدخل هذه الفكرة حيز التنفيذ فهنا يظهر دور رأس المال المجازف ويصبح الأول شريك بالمجهود والفكرة والثاني شريك برأس المال وتقديم المشورة الإدارية اذا لزم الأمر.

أصبح دعم الابتكار والأفكار الاستثمارية الجديدة أحد وجهات بناء الاقتصاد التي تجمع بين الرأس المال المتاح لدى رجال الأعمال والعلم والأفكار التي يمتلكها أخرون ولكن يعجزون عن التمويل وفي النهاية تعم الفائدة على المستثمر وصاحب الفكرة بالإضافة إلى المجتمع ككل من خلال زيادة الناتج القومي وخلق فرص عمل للشباب.

لكن المستثمر هو الذي يتحمل الخطر الأكبر حيث أنه يقوم بتمويل مشروع جديد او توسيع أحد المشاريع القائمة وبذلك هناك احتمالية لنجاح هذا المشروع ومن ثم يغطي التكاليف المنفقة أضعاف مضاعفة أو عدم نجاحه في هذه الحالة يتحمل المستثمر التكاليف التي أنفقها، حيث أن نجاح المشروع ليس متوقف على التمويل فقط ، فرأس المال هو فقط مرحلة من مراحل قيام المشروع ونموه.لذلك لا يدخلوا أصحاب رؤوس الأموال المجازفة (او الاستثمارية كما أحب أن أسميها) في أي مشروع أو يدعموا فكرة استثمارية إلا وقد أمنوا بها وبمدى جديتها و قدرتها و قدرة صاحبها على توليد أرادات تغطى التكاليف المنفقة بالإضافة إلى الأرباح المرجوة من خلال خطة الأعمال ودرسات الجدوى لديهم، واحتضن عدد كبير من المستثمرين والشركات لهذه النوع من الاستثمار وظهرت شركات للتمويل بالراس المال المجازف للأفكار الاستثمارية.

يوجد العديد من الشركات التي قامت بالفعل بالاستثمار في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة والسعودية و المنطقة حيث تدعم الأفكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة حتى تصبح قائمة على أرض الواقع و تقدم أيضاً الدعم التقني والاستشاري لأصحاب هذه الافكار

فقطاع رأس المال الاستثماري المجازف في المملكة العربية السعودية لديه امكانات كبيرة مما يفتح الباب لحاضنات المشاريع الجديدة أن تلعب دوراً حاسماً للنمو المستقبلي لهذا القطاع.

[قارن التمويل الشخصي في السعودية]

حاضنات المشاريع الجديدة والمعجلات تعتزم دعم الأعمال من خلال:

توفر حاضنات المشاريع الجديدة والمعجلات أدوات رئيسية وخلفية مناسبة تساهم في نمو قطاع رأس مال المجازف، فالحاضنات مهمة جدا لدعم الأفكار الناجح، و يجب زيادة وعي الناس بها، حتى يمكننا جنى الكثير من المكاسب من خلال فكرة هذه الحضانات لكل من رجال الأعمال والمستثمرين. ومن أهم الخدمات التي توفرها:

  • العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين، ومع موارد التعليم العالي
  • تقديم برامج التدريب على الأعمال التجارية، وتوجيه المجلس الإداري
  • تقديم المساعدة التقنية والمساعدة التسويقية
  • دعم مراكز الموارد البشرية، ومراكز التواصل والاتصالات
  • تقديم الإرشاد وتسهيل الوصول الى القروض المصرفية و المستثمرين
  • تسهيل الوصول إلى رأس المال الاستثماري المجازف، وبرامج الضمان.

مميزات وعيوب رأس المال المغامر

يعتبر رأس المال المجازف هو طوق نجاة لكثير من الشركات الجديدة والناشئة الصغيرة، التي قد تتعثر موازناتها المالية.

مميزات رأس المال المغامر

1- التغلب علي مشكلة عدم توافر المعروض من رؤوس الأموال
والحاجة إلي توفير التمويل للمشروعات التي تتوافر لديها إمكانيات نمو وتحقيق عائد مرتفع وبذلك يكون هو الخيار الأمثل لتمويل الشركات الغير قادرة علي تدبير الأموال من إصدارات الأسهم العامة.

2- تجنب الشركات الصغير والناشئة الديون ذات معدلات فائدة كبيرة
مما يزيد من التزاماتها المالية،ومن ثم تشكل حتى خطورة جنائية اذا كان صاحب القرض قد اعطى شيكات للبنك الدائن و تعثر في سداد الدين.

3- ذات عوائد مالية مرتفعة
بالرغم من أنها استثمارات طويلة الأجل ذات مخاطر عالية، إلا أنها في نهاية المطاف تعود بثمارها

4- تلبية احتياجات الشركات
في مراحل التمويل المختلفة مثل تمويل بحوث التنمية والتطوير للمشروعات الجديدة أو تقنيات جديدة قبل بدء النشاط الإنتاجي علي نطاق تجاري أو تمويل إنشاء مشروعات جديدة.

5- مناسب لتمويل الأعمال التجارية
التي تتطلب رأس مال كبير، حيث لا يوجد مصدر تمويل أرخص منه بالإضافة إلى تحمل مخاطرة المشروع

عيوب رأس المال المغامر

1- استثمارات طويلة الأجل
تقوم بالاستثمار في إعادة هيكلة شركات متعثرة وإصلاحها لطرحها مرة أخري في السوق وهذا يتطلب خطة زمنية ما بين الشراء والإصلاح والبيع تصل إلي عشر سنوات، بينما المساهمون في شركات رأس المال المخاطر من صغار أصحاب رؤوس الأموال.

علاقة رأس المال المغامر بمنتجات التمويل الإسلامي

التمويل الإسلامي هو أقرب أنواع التمويل لراس المال المجازف مثل القرض الحسن والمرابحة والاستصناع والمشاركة والسلم والإجارة.
في السعودية مثلاً بدأت الحكومة بتوفير منتجات تمويلية لرأس المال الجريء، من خلال الصندوق السعودي للتنمية الصناعية وبنك التسليف والادخار بالتعاون مع القطاع الخاص لإنشاء صندوق لتمويل رأس المال الجريء لتمويل أصحاب مبادرات الأعمال ذات الأفكار الجيدة، وبهذا نستنتج أن رأس المال المجازف هو أحد أداة التمويل التي تتناسب مع طبيعة بعض صور التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية