بالنسبة لأي وافد جديد ينتقل إلى المملكة العربية السعودية، لم يكن هناك على الإطلاق وقتاً أفضل للتوفير. لماذا؟ لأنّ رواتبهم سوف تكون منافسة إلى حدٍّ كبير، ومن ثمّ فإنه من المحتمل جداً أن يحصلوا على مكاسب أكبر بكثير مما يمكنهم الحصول عليها في بلدهم الأم.

ووفقاً لمسح إستقصاء الوافدين والذي قام بإجرائه بنك إتش أس بي سي، يُعتبر الإقتصاد القوي في المملكة العربية السعودية والنظام الضريبي المنخفض بمثابة نقطة جذب كبيرة للوافدين، حيث أنّ واحد من سبعة ينتقلون للإستفادة من الفرص الوظيفية.

[قارن التمويل الشخصي في السعودية | قارن البطاقات الائتمانية في السعودية]

وقد قال أكثر من ثلاثة أرباع ممن شملهم الإستطلاع أيضاً أنهم يكسبون المزيد من المال أكثر مما يكسبونه في بلدهم الأم، وأنهم شهدوا تحسناً في وضعهم المالي منذ إنتقالهم إلى المملكة العربية السعودية.

 بالتأكيد، تُعدّ الرواتب في المملكة العربية السعودية عالية جداً، ووفقاً لمسح سُلّم الرواتب الذي قامت بإجرائه مجلة أعمال الخليج عام 2013م، فإنّ المدراء التنفيذيين في الشركات متعددة الجنسيات يحصلون على متوسط معدلات رواتب تصل إلى 33.021 دولاراً أمريكياً شهرياً. ويمكن أن يحصل من يتبوأ منصباً مماثلاً في شركة محلية على دخل يصل إلى 25.343 دولاراً أمريكياً شهرياً، مقارنة مع 31.080 و 22.756 دولاراً أمريكياً على التوالي لنفس المناصب في الإمارات العربية المتحدة.

[ مواضيع ذات صلة: خمس طرق لتوفير 1,000 ريال سعوديفواتير – ١٠ طرق لمساعدتك على التوفير في فواتيرك المنزلية ]

لكن مثل أي أمر آخر، فإنّ الرواتب العالية يمكن أن يكون لها ثمناً. حيث جاءت المملكة العربية السعودية في مرتبة متدنية عند 29 من 30 دولة تقريباً في تجارب الوافدين من المسح الإستقصائي للوافدين، حيث يقول نصف الوافدين أنهم أصبحوا أقل نشاطاً منذ إنتقالهم إلى هناك، وأثاروا قضايا مثل تكلفة تربية طفل، حيث أنّ سبعة من عشرة آباء لاحظوا إرتفاع التكلفة، وبالتالي يقول واحد من بين كل ثلاثة منهم أنهم يتطلعون إلى مغادرة البلاد.

لكن، قبل أن يُفكّر أي من الوافدين في مغادرة المملكة العربية السعودية، يجب عليهم دراسة الآثار المالية المترتبة على ذلك. وبالنهاية، فإنّ العودة إلى بلدهم الأم لن تقلّل من رواتبهم فحسب، بل إنها ستجعل رواتبهم خاضعة للضريبة المتغيرة على الدخل الذي يحصلون عليه.

 وبدلاً من ذلك، يجب عليهم تقييم الفوائد الناجمة عن البقاء حتى على المدى القصير، وتوفير أكبر قدر ممكن من أجل إعطاء دفعة قوية لأوضاعهم المالية.

كمثال على ذلك، يستطيع عامل إنشاءات وافد براتب 15.000 دولار أمريكي شهرياً توفير 27.000 دولار أمريكي سنوياً إذا تمسّك هو/هي بالنصيحة المعمول بها عالمياً والتي تتضمّن بأنه يجب عليك توفير 15% كحدٍّ أدنى من دخلك.

لكن مع ذلك، فإنّ الالتزام بوظيفة في السعودية لفترة زمنية قصيرة، وتبني إستراتيجية توفير صارمة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق ضعف ذلك الرقم بما يصل إلى 54.000 دولار أمريكي إذا قام نفس الوافد بخفض تكاليفه المعيشية ورفع نسبة التوفير لديه إلى 30%، وإذا ما قاموا بأداء هذه الوظيفة لمدة عامين ومن ثم غادروا، فإنه يمكنهم المغادرة وفي جعبتهم ما يزيد عن 100.000 دولار أمريكي.

ضع كل ذلك النقد في حساب توفير محلي أو حساب وديعة بفائدة عالية، لكن تأكّد أولا من قيامك بمقارنة جميع خيارات الحساب المتاحة لديك للعثور على أفضل معدلات أرباح، ومن ثمّ يكون الوافد قد حصل على هدية قيّمة جداً يأخذها معه إلى بلده الأم. وهذا جدير بأخذه بعين الإعتبار.