يعتبر التخلص من الديون والادخار من أهم ما يشغل بال الكثير من الناس، والسؤال الذي كثيراً ما يتبادر لأذهان هؤلاء هو أيهما أولى التخلص من الديون أولاً أم البدء بالادخار؟ سداد الديون قد يعني تقليل المخصص للادخار، مما قد يصعب عملية الوصول إلى الأهداف المالية التي تعتمد على ادخار المال. ومن ناحية أخرى قد يؤدى الادخار من الراتب وعدم الالتزام بسداد الديون إلى عدم التحرر من الضغوط المالية المتراكمة لفترة طويلة بل ومضاعفتها. فهل من المعقول أن يدخر الشخص في ظل وجود ديون والتي هي في الأساس من الأسباب التي تزيد من حجم العبء المالي؟

[قارن بين البطاقات الائتمانية في السعودية]

التركيز على سداد الديون دون الادخار

الانشغال بتسديد الديون فقط قد يؤدي إلى تأخر إعداد خطة للادخار، لاسيما إذا كان حجم الديون كبيراً، بل وقد يتفاقم الأمر ويدفع الشخص إلى الاقتراض لمعالجة أي أزمات مالية طارئة وذلك لعدم وجود مدخرات تساعده على مواجهة الأمر، مما يزيد من العبء المالي على الشخص. يضاف إلى ذلك إلى أنه كلما تقدم الشخص في العمر كلما ازدادت صعوبة وضع خطة للادخار. فمثلاً سيحتاج إلى تخصيص مبلغ أكبر من الراتب من أجل الوصول إلى الحياة المالية المطلوبة خلال فترة التقاعد.

التركيز على الادخار دون سداد الديون

الالتزام بخطة للادخار وإهمال سداد الديون سيؤدي إلى إضاعة الكثير من المال على التكلفة المتراكمة على الديون، لاسيما عند تراكم المبالغ المستحقة على البطاقات الائتمانية التي من المعروف أن كلفة الأجل المطبقة عليها مرتفعة جداً. فتكلفة الديون غالباً ما تكون أعلى من الأرباح التي يمكن أن يجنيها الشخص من المبالغ المدخرة في حسابات الادخار أو ودائع الآجل. وبالنهاية سيصل الشخص إلى سن التقاعد وعليه الكثير من الالتزامات التي سترهقه وبالتالي ستؤثر على مستواه المعيشي، لا سيما وأن حجم الدخل ينخفض خلال فترة التقاعد.

[أهم 3 نقاط قبل التعامل مع شركات التمويل الشخصي]

أهمية الموازنة بين سداد الديون وخطط الادخار

قد يكون من غير المجدي التركيز على جانب وإهمال جانب آخر، لذلك من المهم التفكر في سداد الديون والاستمرار بالادخار في آن واحد من أجل خلق توازن بين هذين الهدفين لتحقيق الراحة المالية وتحقيق الأهداف المطلوبة.

لذلك يجب إيجاد حلول مجدية تساعدك على سداد الديون والتخلص منها تزامناً مع تخصيص جزء من الراتب الشهري للادخار والاستثمار. يضاف إلى ذلك ضرورة ادخار مبلغ لحالات الطوارئ، فكل شخص معرض لظروف تكون خارجة عن إرادته، كالتعرض لأزمة مالية مفاجئة نتيجة للتعرض لحادث أو الإصابة بمرض – لا قدر الله. لذلك لابد من ادخار مبلغ يغطي ما بين 3-6 أشهر من النفقات والالتزامات الأساسية الشهرية، فالتحوط ضد المخاطر الطارئة يحمي الشخص من زيادة الأعباء المالية وتراكم الديون ويحافظ على سير خطة الادخار على النحو المطلوب.