يمكن أن يكون التعامل مع الأمور المالية في الحياة الزوجية شائكاً.

ويميل الأزواج إلى الافتراضات خلال حياتهم الزوجية، مثل “سنجد حلاًّ لذلك” أو “أنا واثقٌ بأننا سنكون على ما يرام”. ولكنّك قبل أن تدرك ذلك، تجد نفسك تُنشئ أسرة وما تزال أمورك المالية في حالة من الفوضى.

مع ازدياد معدّل الطلاق في الشرق الأوسط، وذكرت الدراسات الحديثة بأنّ المال هو أحد المسببات الرئيسية التي يُعزى إليها الطلاق. وفي المملكة العربية السعودية، كشف استطلاع أجرته وزارة العدل في العام 2011، أنّ 60% من حالات الطلاق كانت تُعزى إلى محاولة أحد الشريكيْن السيطرة على راتب شريكه. ربما قد تكون فكرة جيدة بأن تتحدّث مع شريكك عن عاداتك المالية منذ البداية.

هل تكلّمتما عن ماضيكما؟

من الضروري لكما كزوجيْن أن تُناقشا الخلفية المالية والتنشئة المالية التي حصل عليها كل منكما. فالحديث عن هذه الأمور يُعطيكما تصوراً عن عادات الإنفاق ودرجة المسؤولية المالية والأهداف المالية لدى الآخر، وما الذي عليكما توقعه. إنّ الصدق حول وضعكما المالي تساعد كل منكما على إدارة توقعاتكما المالية من بعضكما البعض.

 [قارن الحسابات البنكية في المملكة العربية السعودية]

وأنتما أيضاً بحاجة إلى أن تكونا على درايةٍ بأي ديون عالقة قد تكون لدى شريكك قبل الزواج، حيث إنّها قد تؤثر تأثيراً مباشراً على أموالكما، خاصةً إذا قررتما جمعها معاً بعد الزواج. ولتجنُّب أي مفاجآت غير متوقعة، لا بُدّ من أن تكونا صريحيْن حول ديونكما.

تذكرا أيضاً أنّ مناقشة الشؤون المالية هي عملية مستمرة تستمرّ طوال الزواج وليست عبارة عن جلسة نقاشٍ واحدة. كما أنّ الخطط والميزانيات المالية تتغيّر باستمرار، لذلك عليكما مناقشتها بصراحة كلّما دعت الحاجة.

أيمكننا أن نتفق على حلّ وسط؟

الآن، وفي هذه العصر الحديث، يجب على الزوجين المشاركة في وضع الخطة المالية للأسرة. في العادة، يكون أحد الزوجين مبذراً والآخر مُقتصداً، وتحتاجا لأن تُكمّلا بعضكما البعض في عادات الإنفاق والادخار التي لديكما. واعتماداً على عدد مرات وحجم كل إنفاق، قرّرا متى يكون الوقت للإنفاق بشكل كبير ومتى يكون الوقت للتوفير.

بصفتك مُبذراً، امتنع عن شراء السلع الكمالية الفاخرة واترُك الجانب المالي بيد شريكك عند الحاجة. فمثلاً، دعهُ يتولى الأمور المالية عند تسديد الفواتير أو عند الدفع باستخدام البطاقة الائتمانية. أمّا إذا كنت مُقتصداً، ادعم شريكك عندما يكون هناك دفعة كبيرة كترميم مطلوب للمنزل. المهم هو أن تُحدّدا بحكمة ما الذي يجب أن تتجادلون حوله وخاصةً إذا كنتما مختلفيْن على أفكار لكيفية إنفاق المال.

هل تحتاجان حقاً لمشاركة كلّ شيء؟

مع تغير الأزمان، تغيّرت كذلك فكرة وجوب التشارك بالمال بين الزوجين. فقد اعتاد الكثير منّا على الاستقلال المالي قبل الزواج. فإنّ تجميع أموالكما قد لا يبدو الفكرة الأمثل بعد الزواج على الرغم من كونه الخيار البديهي. وعلى أي حال، يمكن أن يكون سؤال شريكك باستمرار عن عاداته في الإنفاق سبباً للخلاف.

إحدى الطرق التي يمكنكما اتباعها لإدارة دخلكما هي فتح حساب ثالث مشترك يمكن أن يُخصّص للنفقات والأنشطة العائلية أو حتى لشراء منزلٍ جديد. قررا كيف تريدان أن تديرا الحساب، وبكم سيُساهم كلٌ منكما فيه حسب راتبيْكما.

ماذا نقول لأطفالنا؟

عندما ترزقان بأطفال، ينبغي أن يكون لدى الوالديْن إستراتيجية مترابطة لكيفية تعليم الأطفال التعامل مع المال. يجب أن يكتسب الأطفال الحِسّ بالمسؤولية المالية منذ الصغر، لكن في حال كانت طريقة تعامل الشريكين مع المال مختلفة، فقد يجعل هذا الأطفال مشوّشين. فمثلاً، إذا وضع أحد الوالدين قاعدة لمصروف الجيب الأسبوعي بناءً على الأعباء المنزلية، وقام الآخر بتجاهلها، فإنّ ذلك سيشوّش الطفل. يتوجّب على كلا الوالدين تطبيق واتباع نفس القواعد المالية في المنزل عندما يتعلّق الأمر بأطفالهما.

لكي تحظيا بزواج ناجح، جزء من ذلك هو أن تشعرا بالراحة في مناقشة أموركما المالية مبكراً، وتكونا واضحيْن بشأن أهدافكما المالية. اعملا كفريق.