تعتبرُ الطاقة بمختلف أشكالها العصب الرئيس للتنمية، ومع التطوّر الصناعي المتسارع والهائل الذي يشهده عالمنا منذ عدة عقود، ازداد الطّلب على الطاقة بشكل كبير. وقد بدأ الحديث يكثر عن قُرب نضوب مصادر الطاقة التقليدية، لذا تركّزت الأبحاثُ في العقودِ الأخيرةِ على سُبل الاستفادة من الطاقة البديلة؛ كالطاقة الشمسية، التي تعدُّ من أنظف مصادر الطاقة على الإطلاق، حيث يمكنُ تحويلها إلى أنواع أخرى من الطاقة كالهربائية والحرارية والميكانيكية، بالإضافة إلى إمكانية تخزينها ونقلها.

جهود المملكة لتكن رائدة في مجال الطاقة الشمسية

ونظراً لأهميتها كمصدرٍ للطاقة المستدامة والنظيفة في المستقبل أولت المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً لأبحاث الطاقة من خلال تأسيس معهد بحوث المياه والطاقة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث يقوم المعهد بإجراء العديد من البحوث لإيجاد حلول تقنية مبتكرة لإنتاج الطاقة الشمسية. وقد قام المعهد بإنجاز 23 مشروعاً في مجال الطاقة الشمسية، كان آخرها «مختبر موثوقية الألواح الشمسية الكهروضوئية» الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يعملُ على اختبار منتجات الطاقة الشمسيّة الكهروضوئيّة وفقاً لمواصفات الاختبارات العالميّة.

[قارن بين الحسابات البنكية في السعودية]

النفط السعودي الجديد

وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة سوفت بنك في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي مذكرة تفاهم لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030، والتي ستشكل منعطفاً في مجال تطوير قطاع الطاقة الشمسية في المملكة إذ ستضاهي أهمية هذه الخطة في المستقبل أهمية اكتشاف النفط قبل عقود، حيث سيتم إنشاء محطتين شمسيتين لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 3 جيجاواط و4.2 جيجاواط بحلول العام 2019. وتطمح المملكة لإنتاج 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023 و200 جيجاواط بحلول العام 2030. وذلك عبر تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة. ومن أبرز ملامح هذه الاتفاقية:

  1. الانتهاء من دراسة الجدوى بين الطرفين بحلول مايو/أيار 2018.
  2. يلتزم الطرفان باستكشاف تصنيع وتطوير أنظمة تخزين الطاقة الشمسية في المملكة.
  3. تأسيس شركات متخصصة للأبحاث والتطوير لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بكميات تجارية في المملكة وتسويقها محلياً وعالمياً.
  4. استكشاف الفرص المتعلقة بتأسيس صناعات في مجال منظومات توليد الطاقة وبطارياتها في المملكة.

ومن أهم فوائد هذا المشروع:

  1. زيادة الناتج المحلي للمملكة بما يقدر بنحو 12 مليار دولار أمريكي.
  2. خلق نحو 100 ألف فرصة عمل في المملكة.
  3. توفير النفط المستخدم في إنتاج الطاقة في السعودية مما سيزيد من صادرات المملكة للخارج وبالتالي زيادة إيرادات الخزينة.
  4. دعم تنويع القطاعات وخلق فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة.
  5. توفير نحو 40 مليار دولار أمريكي سنوياً.[موضوع ذات صلة: شرح بطاقة كفاءة الطاقة في السعودية]

تنفيذ المشروع

قال المدير التنفيذي لسوفت بنك، بحسب ما جاء على موقع العربية.نت، ستبدأ المرحلة الأولى عبر تنفيذ مشروعين الأول بقدرة 3 جيجاواط والثاني بقدرة 4,2 جيجاواط، بقيمة إجمالية 5 مليارات دولار أمريكي. ومن المتوقع البدء في الإنتاج منتصف العام 2019. وذكر أن التمويل سيكون مجزأ إلى قسمين: القسم الأول من رأسمال المساهمين والقسم الآخر من البنوك، وعادةً ما تكون نسبة الملكية المباشرة في مشاريع الطاقة الشمسية ما بين 10% و20%، ويتم تمويل النسبة المتبقية 80% من البنوك. وبذلك ستكون المساهمة المباشرة خلال المرحلة الأولى بحدود المليار دولار أمريكي. وعند بدء العملية الإنتاجية بموجب عقود طويلة الأجل لشراء الطاقة مع الشركة السعودية للكهرباء أو أي جهة حكومية أخرى لمدة 25 عاماً، عندها ستتمكن الشركة من تمويل المرحلة الثانية عن طريق هذه العقود وهكذا حتى الإنتهاء من تنفيذ كامل الخطة عند الوصول إلى 200 جيجاواط.