تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من السعوديين يواجهون مشكلة في إدارة مقدراتهم المالية ، فبحسب نتائح “مسح دخل و إنفاق الأسرة” الأخير الذي نفذته مصلحة الإحصاءات العامة و المعلومات لعام 2012 تبين وجود فجوة بين الدخل و الإنفاق حيث تعدّى الإنفاق الدخل الشهري، و في هذا إنذار بأن الأسر السعودية لا تلتزم بحدود إمكانياتها في الإنفاق إنما تتعداها في كتير من الأحيان مسببة عجزا في ميزانيتها معتمدة في تغطية الفرق على الإقتراض عن طريق البطاقات الائتمانية أو بالتمويلات المباشرة من البنوك أوالأشخاص .

[قارن حسابات التوفير في السعودية | قارن حسابات الوديعة الثابتة في السعودية]

و بناءً عليه فلم تصل معظم الأسر السعودية بعد لمرحلة الوعي بأهمية الإدخار.

أوجه الإنفاق في الأسرة السعودية

ترتكز الأسرة السعودية في إنفاقها على البنود التالية: الأغذية و المشروبات و السكن و الخدمات المصاحبة و الملبس و الصحة و النقل و الاتصالات و التعليم و المطاعم و الفنادق و سلع أخرى متنوعة. إلا أن المشكلة هنا ليست في بنود الإنفاق، إنما في كيفية الإنفاق. ففي الوقت الذي تبدو فيه هذه البنود أساسية إلا أنها تحمل نمطا استهلاكيا ترفيا.

بعض الأمثلة على النزعة الاستهلاكية

• عدد العمالة المنزلية في الأسر السعودية نسبة إلى عدد السكان
• نسبة السياحة الخارجية، و طبيعة إنفاق السائح السعودي في الخارج
• 65% من الأسر السعودية تمتلك سيارتين فأكثر
• الإنفاق الزائد على الأجهزة الذكية و الاتصالات
• تكاليف الزواج تعد من الأعلى في المنطقة العربية
• العادات الاستهلاكية الموسمية في شهر رمضان و الأعياد و موسم المدارس
• الإنفاق المفرط في الموضة و العطور و منتجات التجميل

و من هنا بات ضبط الإستهلاك الترفي ضرورة ملحة للحد من آثاره السلبية و للوصول إلى مرحلة يكون فيها الإدخار جزءاً أساسيا من الميزانية للأسرة مما ينعكس إيجاباً على التنمية الإقتصادية على المدى البعيد ، أما على المستوى الفردي فلا شك أن الإنفاق الزائد و ما قد يتبعه من التزامات بنكية أو ديون له تبعات إقتصادية و نفسية و إجتماعية غير مقبولة.

[موضوع ذات صلة: تأثير معدل عبء المديونية ]

جهود التوعية لمحو الأمية المالية

هناك جهود ملموسة من قبل القطاع العام و الخاص من أجل محو الأمية المالية لوضع برامج تعزز ترشيد الإنفاق و ترسخ قيمة الإدخار منها:

– يقدم المعهد المصرفي بتوجيه من مؤسسة النقد العربي السعودي برنامجي “التخطيط المالي الشخصي” و إدارة الثروات” لموظفي البنوك من أجل تأهيلهم لتقديم خدمات مالية احترافية للعملاء.
برنامج المستثمر الذكي: هو برنامج توعوي مجتمعي لتشر ثقافة التعاملات المالية السليمة لدى الأبناء يقوم على تنظيم هذا البرنامج هيئة السوق المالية في السعودية و يقدم نشاطاته لطلبة المدارس و المعلمين و في المناسبات المختلفة التي تخص الطفل.
– تعقد الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية “سمة” ورشات عمل دورية حول الثقافة الإئتمانية و التخطيط المالي –
مبادرة الوعي المالي “ريالي” بتنظيم و دعم من الشركة السعودية للإقتصاد والتنمية القابضة “سدكو” بإشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

ما الذي يتوجب عليّ فعله لضبط الإنفاق؟

– حدد أهدافك على المدى المتوسط و البعيد (تعليم ، تملك منزل، خطة تقاعد) سيحفزك ذلك لترشّد الإنفاق من أجل الإدخار
– حدد أولوياتك في الإنفاق حسب الأهم و الأكثر إستدامة ، فهناك فرق بين الإنفاق في بنود الإستهلاك أو الإستثمار مثل تملك منزل أو التعليم أو الصحة
– حدد احتياجاتك الأساسية للأسرة و سجلها ضمن بنود و استبعد البنود غير الضرورية
– ضع ميزانية سنوية و شهرية واضحة البنود و راقب تنفيذها
– دوّن مصاريفك أولا بأول لحصر البنود التي يتم استهلاكها و ليسهل استبعاد ما هو غير ضروري في المستقبل
– استقطع المبلغ الذي تنوي ادخاره من الراتب الشهري من بداية الشهر
– اعتمد قائمة للمشتريات الخاصة بالمأكل و الملبس و مستلزمات المنزل و تقيّد بها و حوّل التسوق من أسبوعي إلى شهري للتقليل من الهدر
– تكيّف مع واقعك المعيشي و مع دخلك المتاح و ابتعد عن التكلف و المغالاة و التقليد
– لا عيب أبداً في إطلاع الأطفال على الوضع المالي للعائلة من أجل أن يساهموا في الالتزام بالنفقات المخطط لها بدلاً من أن يكونوا سبباً في زيادتها و اعمل على توعيتهم بأهمية التخطيط المالي و قيمة الإدخار