إن فكرة الإدخار الأساسية تقوم على مبدأ أن تنفق أقل مما تكسب، لذا فإن كنت عازماً على توفير ربع الراتب فعليك اعتبار أن كل ما هو متاح للإنفاق هو 75% من الراتب فقط، و الطريقة الأجدى لتحقيق ذلك هي اقتطاع الربع أولاً و تقسيم الباقي على مصروفاتك الشهرية.

و ليس القول كالفعل في ذلك، فهو تحدٍ بلا شك و لكن الإيمان بأهمية الإدخار هو أكبر حافز لتحقيقه و قد يكون ذلك أسهل كلما زاد مستوى الدخل إلا أن المغريات وقتها تكون أيضاً أكبر فكن متنبهاً لذلك. ولعلّ الجوهر يكمن في نظرتنا للإدخار و تعاملنا معه على أنه جزء من نمط حياتنا و أنه هدية للمستقبل بدلا من التعامل معه على أنه تضحية و عبئ ثقيل.

إنك لا توفر لاجل كنز المال، فالمال لا يجب أن يكون غاية بحد ذاته إنما توفيره هو الوسيلة لعيش حياة كريمة تكفي فيها نفسك و تستغني عن سؤال الناس، و لأجل أن ترتاح لاحقاً و تكفى هم الديون، و لأن ما ادخرته سيؤمن الغطاء المالي إذا انقطعت عن العمل و يغطي مصاريف علاج طارئ أو سفر مفاجيء ، إنك توفر لأجل خيارات أفضل لمستقبلك كالاستثمار في أسهم أو أصول و نحوه و التخطيط لمرحلة التقاعد، فوجود مبلغ جيد من المال يتراكم شهريا كفيل بأن يصل بك إلى الحرية المالية المنشودة.
انها الحرية المالية التي تعطيك القوة و الثقة الكافية لأن تقول لا عندما يفرض عليك عمل لاتحبه و لأن تنتظر العرض الأفضل عندما تبحث عن عمل جديد، و هي التي تسمح لك بأن تقضي بعضاً من وقتك في نشاط أو هواية ممتعة لأن وضعك المالي يسمح بذلك. إنها تؤمن لك الأمان المالي الذي تطمح إليه.

كيف يتحقق ذلك ؟

– اجعل لك هدفاً تدخر المال من أجله
– حضر ميزانية بسيطة ترصد فيها مصادر دخلك و بنود الإنفاق المتوقعة مع أخذ بند الادخار بعين الاعتبار
– سجل نفقاتك، إن تسجيل نفقاتك الحقيقية و مقارنتها بتلك التي دونتها في الميزانية يترك أثرا عميقا في وعيك تجاه أموالك و يدفعك الى الانتباه الى طريقة إنفاقك
– راجع المصروفات بشكل دوري من أجل تقييم الإنفاق و الوقوف على المصروفات غير الضرورية.
– اكبح جماح رغباتك و التزم بأهدافك و فرّق بين ما تحتاجه و ما ترغب به
– اذا كنت تشعر ببعض الضغط الاجتماعي الذي يجبرك على المزيد من الإتفاق فلا ضير من مشاركة من حولك بعض أهدافك المالية لتضمن بعض المساندة بدل المزيد من الضغط
– تسوق بذكاء: لاتذهب للتسوق و أنت جائع، و اكتب قائمة بالاحتياجات و راجع الفاتورة بعد التسوق ،و استفد من العروض.
– لا تندفع في الشراء مباشرة و لكن خذ و قتك و فكر ملياً في البدائل و قارن الأسعار
– عش ضمن المستوى المعيشي الذي يلائم دخلك و لا تحاول ان تعكس صورة مغايرة لما أنت عليه حقاً.