صدر عن الديوان الملكي السعودي الأسبوع الماضي عدد من الأوامر الملكية التي تضمنت إعادة هيكلة أجهزة مجلس الوزراء و إلغاء العديد من المجالس و الهيئات و استحداث بعض الهيئات إلى جانب بعض التعيينات، و من القرارات التي صدرت هي الأمر الملكي بإنشاء هيئة عامة للترفيه تختص بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، و يأتي هذا القرار منسجماً مع بنود رؤية المملكة 2030 المتعلقة بالترفيه و التي أعلن عنها الشهر الماضي و تضمنت العديد من الخطط الهيكلية من أجل تنويع الموارد الاقتصادية لما بعد “عصر النفط”.

و تبرز الحاجة الملحة لإنشاء هيئة الترفيه نظراً لوجود فجوة واضحة بين ما يوفره المناخ المحلي من فرص و أشكال للترفيه و بين ما هو مطلوب حقيقة خاصة في ظل الوعي و الانفتاح و إطِّلاع السعوديين على تجارب الشعوب و البلدان الأخرى في هذا المجال حتى باتت مواكبة المملكة للدول الأخرى فيما يخص هذا القطاع مطلباً ملحاً و أساسياً و فيه مزايا عديدة على صعيد تحقيق رفاهية المواطن و دعم جودة الحياة و إشباع آمال و تطلعات المواطنين خاصة في ظل الوضع االإقتصادي المزدهر الذي تتمتع به المملكة.

[مقالة ذات صلة: المملكة تعلن رؤية السعودية 2030]

أما أهم العوائد المتحققة على الصعيد الاقتصادي فهي:

1 – تنشيط القطاع الخاص المحلي و دفعه للاستثمار و التوسع في إنشاء المشاريع والخدمات لتطوير مقومات السياحة الداخلية بما يناسب جميع فئات المجتمع ولا سيما فئة الشباب.
2 – اجتذاب العديد من الاستثمارات إلى المملكة، إذ ستعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية وتخصص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف ومسارح وغيرها لدعم إيجاد خيارات متنّوعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافة كما جاء في نص رؤية المملكة 2030.
3 – خلق العديد من فرص العمل و ما سيترتب على ذلك من تخفيف نسبة البطالة.
4 – استرداد جزء كبير من الأموال التي تنفق في الخارج بغية الترفيه لتساهم في دعم الخزينة، إذ تشير تقارير منظمة السياحة العالمية إلى أن أكثر من 4.5 مليون سعودي يسافرون سنوياً مع عائلاتهم إلى الخارج و ينفقون بمعدل 21.3 مليار دولار أمريكي.
و تتطلع الرؤية إلى رفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9 %إلى 6% مع حلول عام 2030.
5 – السعي إلى جذب السياح و الزوار وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات لهم بعد تطوير المواقع السياحية وفق أعلى المعايير العالمية و تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها، إذ يرى الكثيرون أن السعودية تتمتع بالمزايا التي تجعل منها وجهة للتسوق والزيارة و السياحة أيضاً.

و لدى السعوديين معرفة بالكثير من أسس الترفيه حول العالم بحكم خبرتهم الطويلة و تجربتهم المعروفة حول العالم بالسياحة و السفر و لديهم من الإمكانات ما يمكِنهم من تطويع هذا القطاع بما لا يمس الثوابت إنما يفتح باباً واسعاً للانفتاح على أساليب ترفيه عصرية و جديدة و مثيرة تحاكي الموجودة في الخارج.
في مجتمع يفتقر للترفيه الممنهج وويتعطش لمزيد من النشاطات المتاحة للأفراد كباراً و صغاراً، نساءً و رجالاً، مواطنين و مقيمين، تحمل القرارات الجديدة المتعلقة بهذا الجانب الأمل للكثيرين من أجل تغيير ملامح الحياة العامة بعيداً عن الرتابة و الضجرالأمر الذي سيؤدي بلا شك إلى إحياء الهمم و شحن الطاقات و تعميق الانتماء و حفز الإنتاج لتحقيق الرؤية المنشودة.