تدرس حكومة الإمارات العربية المتحدة توفير برنامج معاشات رسمي للوافدين مشابه للنظام المطبق بالفعل على المواطنين. يتم العمل تقليدياً بنظام مكافآت نهاية الخدمة للوافدين في دول مجلس التعاون الخليجي بدلاً من نظام المعاش -ولكن ما هو الاختلاف بين كلاً من النظامين؟

خطط المعاشات

المعاش، يُعرف أيضاً بخطة التقاعد أو خطة معاش التقاعد، وهو المبلغ الذي يتحصل عليه الموظف شهرياً، ويُحتسب وفقاً لقيمة راتب الشخص وبناء على ذلك يتم منحه مبلغاً محدداً عند التقاعد.

يوجد نوعان رئيسيان لأنظمة المعاشات – نظام المنافع المحددة ونظام المساهمات المحددة – ويُنظر لكليهما على أنهما طرق ادخار من أجل التقاعد.

معاشات المنافع المحددة

  • يعتبر صاحب العمل المساهم الرئيسي
  • يتم تحديد الفائدة على التقاعد وفقاً لصيغة محددة، بدلاً من الاعتماد على عوائد الاستثمار.
  • خطة الراتب الأخير القديمة (وأحيانا النادرة)، التي يُدفع فيها المعاش مساوياً لعدد السنوات التي تم العمل فيها، مضروبة في راتب العضو عند التقاعد ومضروبة في نسبة الاستحقاق التي يحددها صاحب العمل، تُعد مثال على معاش المنافع (الاستحقاقات) المحددة أو خطة التقاعد، لأن المنفعة الفعلية يمكن حسابها وتحديدها.

معاشات المساهمات المحددة

  • تحدد المساهمات من قِبل الموظف أو صاحب العمل.
  • الطريقة الأكثر شيوعاً واستخداماً، أن يتم خصم مبلغ أو نسبة مئوية معينة من الراتب الشهري للموظف، والتي سوف يطابقها صاحب العمل أو يجاوزها.
  • في خطة المساهمات المحددة، يقوم المساهمون بإيداع المدفوعات (المساهمات) في حساب فردي واحد واستثمار هذه الأموال بعد ذلك، وغالباً ما تكون هذه الاستثمارات في سوق الأسهم. تُقيد العائدات لصالح ذلك الحساب، وعند التقاعد، يتكون في الحساب مبلغاً مقتطعاً يمكن استخدامه لتأمين خطة المعاش، والذي بدوره يوفر دخلاً منتظماً. في هذه الحالة يمكن تحديد قيمة المساهمة ولكن لا يُمكن الحصول على الفائدة حتى الوصل إلى سن التقاعد، على الرغم من أنه يمكن تقديرها لأغراض التخطيط.
  • في خطة معاشات المساهمة المحددة، يقوم الموظف بتقدير مخاطر الاستثمار وكذلك قيمة العوائد، وليس صاحب العمل.

في معظم الأحيان، تميل الأعمال التجارية إلى خيار المساهمات المحددة، حيث يُنظر إليه على أنه يخفف من العبء المالي، ويُحمل الموظف الجزء الأكبر من المسؤولية.

في الإمارات تقوم بعض الشركات فعلياً بتقديم خطط المعاشات التقاعدية المساهمة أو خطط المدخرات -أظهرت دراسة حديثة قامت بها مؤسسة تاورز واتسون Towers Watson لاستشارات الموارد البشرية أن 48٪ من أصحاب العمل يقدمون الآن مثل هذه الخطة، وذلك مقابل ثلث الشركات في عام 2010.

في عام 2013 تمكن بنك أبو ظبي الوطني باستخدام خطط بناء الثروات، من وضع تصور متكامل لخطط التقاعد الملائمة لكل من الشركات المحلية والعالمية لكي يتم توفيرها لموظفيها.

على عكس مراكز المال الرئيسية مثل سنغافورة أو هونغ كونغ، فإن دولة الإمارات لا تقدم نظام المعاشات التي ترعاها الحكومة -على الرغم من أن مثل هذا التغيير قد يبدو الآن أنه في طريقه ليرى النور.

[قارن حسابات التوفير]

لماذا نظام مكافآت نهاية الخدمة؟

لماذا يُفضل خيار نظام المكافآت (المعروفة رسمياً من قِبل وزارة العمل باسم مكافأة نهاية الخدمة) في الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى العديد من الأماكن الأخرى؟

أولاً، لأن مدة إقامة الوافدين المقيمين في البلاد لا تزال مدد قصيرة جداً، ويتطلب تطبيق أنظمة وخطط التقاعد التزام وتمويل طويلي الأجل.

وفقاً لاستطلاع أجراه مؤخراً مصرف إتش إس بي سي HSBC، فإن 13% فقط من العمالة الوافدة الذين يقيمون في الإمارات العربية المتحدة يقولون انهم سوف يتقاعدون هنا و53% يفضلون الاحتفاظ بوعاء مبلغ تقاعدهم في بلدانهم الأصلية.

ثانياً، لأن قيمة المكافآت تم تقديرها بشكل جيد، كما أنها أقل تكلفة ولا تتطلب إدارتها أي نوع من التعقيدات. يوجد الكثير من الوافدين الذين يفضلون نظام المكافآت لأنه يمنحهم فرصة الحصول على مبلغ المكافأة دفعة واحدة يسهل الوصول إليها على الفور، بخلاف أنظمة المعاشات، والتي لا يمكن الحصول عليها حتى التقاعد.

لمدة 40 عاماً تقريباً، ظل نظام مكافأة نهاية الخدمة متاح للعمال الوافدين في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى -السعودية والبحرين والكويت وقطر وعمان. وفقاً لمكتب محاماة التميمي وشركاه، فإن إجمالي القيمة المقدرة لمكافأة نهاية الخدمة (ESG) المقدمة من قبل أصحاب العمل في المنطقة تصل إلى 15 مليون دولار.

كيف يعمل نظام مكافآت نهاية الخدمة؟

تُدفع مكافآت نهاية الخدمة كدفعة واحدة في نهاية العقد، وعلى أساس الراتب الأساسي للموظف (باستثناء المنافع مثل السكن، وبدل السيارة أو الطعام) في الوقت الذي ترك فيه العمل في الشركة، مضروباً في عدد السنين التي عملها.

وفقاً لقانون العمل الإماراتي يحق للموظف الحصول على المكافأة التالية (بموجب المادة 132):

  • لا شيء، إذا كانوا قد خدموا أقل من سنة واحدة.
  • 21 يوماً تقويمياً من الراتب الأساسي لكل عام للخمسة أعوام الأولى، وتحديد الاستحقاقات بالتناسب بعد سنة واحدة من أيام الخدمة.
  • 30 يوماً تقويمياً من الراتب الأساسي لكل عام إضافي، وتحديد الاستحقاقات بالتناسب أيضا لأي جزء تمت الخدمة فيه من السنة.

بعض المحاذير التي يتم تطبيقها لاستحقاق المكافأة:

  • لا يمكن أن تتجاوز المكافأة الإجمالية أجور سنتين (المادة 132).
  • إذا كان الموظف يعمل وفقاً لعقد غير محدود يترك طواعية بعد خدمة أكثر من سنة ولكن أقل من ثلاث سنوات، يحق له الحصول على ثلث المكافأة الإجمالية. إذا كانت الخدمة من ثلاث إلى خمس سنوات يحق له الثلثين. (المادة 137).
  • إذا كان الموظف يعمل وفقاً لعقد محدود يُترك طواعية لن يحق له أية مكافأة في نهاية الخدمة ما لم تكن مدة الخدمة تزيد عن خمس سنوات (المادة 138).
  • قد يخصم صاحب العمل أي مبالغ مستحقة له من مكافأة الموظف (المادة 135).
  • في حال وفاته، يجب أن تُدفع مكافأة الموظف إلى الورثة الشرعيين له (المادة 136).
  • إ ذا تم فصل الموظف لأي من الأسباب المذكورة في المادة 120 من قانون العمل أو استقالته وتركه العمل بدون إعلان الشركة بطريقة مناسبة، فإنه لا حق له الحصول على أية مكافآت (المادة 139).

المعاش أم المكافأة؟

إيجابيات خطط  المعاش

ظل العديد من خبراء التمويل الشخصي في الإمارات العربية المتحدة ولفترة طويلة مؤيدين لخطط المعاشات التقاعدية، على الرغم من أنها تتطلب من الموظفين الانتظار لمدة زمنية أطول للحصول عليها. أما هؤلاء الذين يجادلون لصالح المعاشات بأن ذلك من شأنه أن يشجع المزيد من الناس على الحفاظ على وأعمالهم لمدة أطول، والالتزام بمواقعهم  مع صاحب العمل لفترة طويلة، فضلاً عن رفع العناء عن الأفراد في حالة الإنهاء المبكر.

سلبيات خطط المعاش

هؤلاء الذين يجادلون ضدها يميلون إلى التأكيد على التكلفة العالية المرتبطة بتنفيذ هذا المخطط على المستوى الاتحادي، فضلاً عن المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تنشأ بعد ترك العامل دولة الإمارات العربية المتحدة عند التقاعد في بلده الأم أو في أي مكان آخر. أيضاً، هناك حاجة ماسة لرصد تنفيذ هذه المخططات، كما أن هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بخطط التقاعد. الاستثمار دائما محفوف بالمخاطر إلى حد ما: في ظل اقتصاد صلب، يمكن للنمو المحافظ أن يعني عوائد مربحة جداً، لكن كما تعلمنا، في الأوقات المضطربة تظهر قيمة ادخاراتك وقد انخفضت.

بالنسبة لكثير من المغتربين، لا يزال نظام مكافآت نهاية الخدمة الخيار الأكثر جذباً، مع نتائج يمكن التنبؤ بها ومبلغ يسهل الحصول عليه كدفعة واحدة. مع ذلك، وكلما زاد عدد الناس الذين يقررون البقاء طويلا في البلاد، فإن المعاشات التقاعدية يمكن أن تكون الفائدة الرئيسية التي من شأنها أن تمكنهم من الادخار الأكثر ذكاء لفترة طويلة.